الأربعاء، 19 أغسطس 2015

ولايغتب بعضكم بعضا ---





غالياتي ...غالباً ماتدورأحاديث بين أثنين او أكثر
و الغاية منها في الأغلب هي
شغل الفراغ ، وجعل الناس مادة للتسلية يلوكونهم بأ لسنتهم ...
وتحلو تلك الأحاديث مع فنجان الشاي والقهوة وخاصة عند النساء
عن سيرة فلانة سفرها ...ملبسها ...حياتها الزوجية إن كانت متزوجة
أو لماذا تأخر زواجها إن كانت غير ذلك
وهذا في مفهوم ديننا هو الغيبة التي تأتي نتيجة
الحقد أو الحسد والغيرة أو العادة أو مجرد قطع الوقت .
وعلينا كمسلمات أن نتطهر من هذه الصفات وننأى عن موطنها
وأن لانلقي أذناً لمن يغتاب حتى لا نكون شركاء معه
ونتحمل وزر الإثم الغيبة معه


بل يجب علينا أيضاً ننهاه عن ذلك مبينين له سوء العاقبة والمصير.
أختي الكريمة ... الغيبة محرمة جملة وتفصيلاً
محرمة قولاً وفعلاً وحتى إشارة.


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ).


يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة من الناس مروا برجل فاغتاب إثنان منهم ذلك الرجل فسكت الرسول الكريم
حتى مروا بجيفة حمار ميت في طريقهم
فدعاهما الرسول الى الأكل فاستغرب الرجلان وأشمأزت نفسيهما
فأنبأهما الرسول الكريم إن اغتيابهما ذلك الرجل
أقذر من أكل تلك الجيفة وأقبح
فيا له من تشبيه فيه من التنفير عن إغتياب الناس ما يردع أشد الردع ..
فهلا انتبهنا إلى ذلك وصنا نفوسنا وألسنتنا من ذكر الناس الغافلين بالسوء؟

لأن أكثر مايكب الناس على وجوههم في النار هو حصائد ألسنتهم ..

والغيبة هي أن نذكر شخصاً في غيابه
بما لايحب أن يقال عنه في حضوره، حتى لو كان ذلك العيب فيه .
ففي رواية مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أتدرون ماالغيبة ؟) قالوا : الله ورسوله أعلم .
قال : ذكرك أخاك بما يكره )
قيل : أفرأيت إن كان فيه ماأقول ؟
قال : إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه .


وانظري الأن الى هذه الصورة التي تبين سوء العاقبة لمن يغتاب :
حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال :

( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون
وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء ياجبريل ؟

قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم .)

أخواتي الفاضلات :
لقد أصبحت الغيبة مادة الحديث عند كثير من الناس
يتبادلونها بينهم ربما حتى من غير قصد ولكن بحكم التعود
وعدم مراقبة النفس ، والاستهانة بالأمر ، والاعتقاد أن ذلك امر بسيط
لايؤذي أحد ، فهو مجرد حديث وينتهي ، ولكن علينا أن لاننسى أنه :
( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
إذن لنكون على حذر ونراقب أنفسنا فيما نقول ونفعل .



ولايغتب بعضكم بعضا ---

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق