بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد
{رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} النور
في حديث قدسي للنبي موسى مع الله سبحانه: "يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك، فإني أُحس صوتك ولا أراك فأين أنت. فقال الله عز وجل أنا خلفك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك يا موسى، أنا جليس عبدي حين يذكرني وأنا معه إذا دعاني، وسأل الله عز وجل نبيّه: يا موسى أتحب أن أكون جليسك؟ قال: كيف ذلك يا رب، وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني".
لن نرى الله عياناً، هو أمر غير ممكن، ولكن أن يكون كل واحد منا خليلاً لله، وجليساً له، فإن ذلك ممكن، وهو بيدنا، فالله موجود لا توصد أبوابه، ولا يحتاج إلى معاملات ولا لمواعيد كي يفتحها أمامنا، المفتاح بيدك وهو أن نذكره: فبذكر الله تقرب المسافة بيننا وبين الله، نخاطبه ونرجع اليه، بذكر الله نسلي أنفسنا، نخفف عنها، نطمئنها نهدئ من روعها، بذكر الله تنعدل الامور وتتضح الرؤية، وينحقق التوازن.
وذكر الله يعني ان نستحضره فتخشع قلوبنا، وتدمع اعيننا وتلهج بذلك ألسنتنا: لا إله الا الله، سبحان الله، تبارك الله، الحمدلله بسم الله، لا حول ولا قوة الا بالله. وغير ذلك من العبارات التي نذكر الله بها.
وقد يسأل سائل أيمكن لمثل هذه العبارات: تسبيحات وتكبيرات أن تفعل فعل الدواء لامراض الانسان النفسية والروحية للقلق والجزع والخوف...؟
نعم، ذكر الله يفعل كل هذا، وله قوة غير محدودة: "يا من اسمه دواء وذكره شفاء" لكن هذه الفاعلية مشروطة، والشرط أن تتدفق الكلمة من الروح. ان تسلخها من القلب. ان يكون الذكر أعمق من حدود اللسان؛ البسملة والحوقلة والاسترجاع كلها تلهج بها السنتنا، ولكن يجب ان تكون نتيجة طلب والحاح داخلي بأن يذكر قلبنا الله ويذكره، عقلنا وتذكره جوارحنا وهذا كله يعني ان لا يغيب من حياتنا ويكون له كل الحضور الطاغي في وجداننا. أن يكون ذكره فوق كل ذكر، لا نساويه مع أحد، ولا نمن عليه بذكره بل هو من منَّ علينا به، فمن عظيم نعمه علينا ان جعل ذكره بابا للوصول اليه والقرب منه.
أما مفهوم ذكر الله أو نسيانه، فهو يتجسد في هذا الحديث: "من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن".
وهذا الحديث هو عن الإمام الصادق(ع) عندما قال لأحد أصحابه: "ألا أحدثك بأشد ما فرض الله عز وجل على خلقه؟ قال: بلى، قال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساتك لأخيك، وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول: سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية". وهنا الغاية المثلى للذكر هو أن تصل بذكرك إلى حد تستحي من الله من أن تعصيه، وتخجل من أن يراك في موقع دعاك إلى الابتعاد عنه.
اذا ذكر الله الحقيقي والفعال ينطلق من عمل وموقف وقناعة ، من أرض صلبة في علاقتنا مع الله كي يكون الله بالفعل جليسنا وخليلنا، عندها ومن هذا الفهم تنطلق السنتنا، نتوجه اليه ونناديه بأسمائه الحسنى، لا نكتفي من الترداد ولا نشبع: لا حدود لا بالكمية ولا بالتوقيت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}.
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}..
وقد يظن البعض ان ذكر الله هو لأوقات العبادات، نذكره في صلواتنا وتسبيحاتنا وأثناء قراءتنا للقرآن، ووقت الأذان.. فيما، ننساه في باقي الأوقات.. لا الأمر ليس كذلك لان الاوقات لا تعمر الا بذكر الله، وهو ما عبّر عنه أمير المؤمنين(ع) في الدعاء: "أللهم أسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً".. "اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك، وعملا بكتابك".
وما أجمل قول الشاعر مخاطباً الله:
ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا وحبّـك مقـرون بأنفاسـي.
وما خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا وأنت حديثي بين جلاســي.
ورد في الحديث عن الإمام الصادق(ع): "قال موسى(ع) لربه: يا رب إني أكون في حال أُجلّك أن أذكرك فيها. قال يا موسى اذكرني على كل حال. ما من ساعة تمرُّ بابن آدم لم يذكر الله فيها إلّا تحسر عليها يوم القيامة".
العمر مهما طال فهو قصير، وزادنا من الرحلة الى الله سيظل قليلاً... إذاً، كيف يمكن ان نُفلت لحظة من دون ذكره. نذكره عندما نأكل، ونشرب ونتلذذ، "وأستغفرك من كلِّ لذّة بغير ذكرك"...أن نذكره عندما نكون في مواقع الدراسة وأماكن العمل، أن نذكره في تنقلاتنا، وداخل بيوتنا وعند خلواتنا، أن نذكره في الرضا والغضب، أن نذكره في حال القوة والضعف، أن نذكره في السلم والحرب، ليكون صمام الأمان لنا.
-"نذكره لأجلنا"، فبذكره نعبّر عن مدى وفائنا لمن نعمه علينا لا تحصى، وآلاؤه علينا لا تعد، فكل ما عندنا هو من فيض فعله وكرمه وعطائه
- نذكره حتى نبقى واعين لخط المسير الذي رسمه لنا، لا نحيد عنه، فلا يستحوذ علينا الشيطان، ولا أنفسنا الأمارة بالسوء، ولا يخدعنا أحد فيأخذنا إلى حيث يريد، ولا يتلاعب بنا من يتلاعبون بالأفكار والعقول والمشاعر. وحتى لا نكون {كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}.
- نذكره حتى ننشغل بذكره عن اللغو والغيبة والنميمة، والكلام الفارغ والبذيء،
-نذكره كي نشعر ونتحسس حضوره في حياتنا. إننا ومهما اشتدت علينا الضغوط وواجهتنا الصعوبات وعصفت بنا الفتن والآلام، فإن في هذا الكون وعلى هذه الأرض رباً رحيماً ودوداً عطوفاً. يكفي علمه بنا حتى نرجو منه الخير والأمل والرحمة والاطمئنان وهو القائل: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
ايها الأحبة: لطالما ارتبط ذكر الله بالاحتماء وطلب العون واتقاء الشرور. وبيننا دعاء الجوشن الذي يحفل بذكر اسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، وقصته أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في بعض غزواته، وكان عليه جَوْشَنٌ اي درع ثَقِيلٌ آلَمَهُ، فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى، فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ (عليه السَّلام) بهذا الدعاء ليخفف عنه ثقله بذكر الله. إذا هو دعاء الدرع والوقاية الذي اوصى بقراءته الرسول والائمة في شهر رمضان، وفي ايام الشدة.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد
{رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} النور
في حديث قدسي للنبي موسى مع الله سبحانه: "يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك، فإني أُحس صوتك ولا أراك فأين أنت. فقال الله عز وجل أنا خلفك وأمامك وعن يمينك وعن شمالك يا موسى، أنا جليس عبدي حين يذكرني وأنا معه إذا دعاني، وسأل الله عز وجل نبيّه: يا موسى أتحب أن أكون جليسك؟ قال: كيف ذلك يا رب، وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني".
لن نرى الله عياناً، هو أمر غير ممكن، ولكن أن يكون كل واحد منا خليلاً لله، وجليساً له، فإن ذلك ممكن، وهو بيدنا، فالله موجود لا توصد أبوابه، ولا يحتاج إلى معاملات ولا لمواعيد كي يفتحها أمامنا، المفتاح بيدك وهو أن نذكره: فبذكر الله تقرب المسافة بيننا وبين الله، نخاطبه ونرجع اليه، بذكر الله نسلي أنفسنا، نخفف عنها، نطمئنها نهدئ من روعها، بذكر الله تنعدل الامور وتتضح الرؤية، وينحقق التوازن.
وذكر الله يعني ان نستحضره فتخشع قلوبنا، وتدمع اعيننا وتلهج بذلك ألسنتنا: لا إله الا الله، سبحان الله، تبارك الله، الحمدلله بسم الله، لا حول ولا قوة الا بالله. وغير ذلك من العبارات التي نذكر الله بها.
وقد يسأل سائل أيمكن لمثل هذه العبارات: تسبيحات وتكبيرات أن تفعل فعل الدواء لامراض الانسان النفسية والروحية للقلق والجزع والخوف...؟
نعم، ذكر الله يفعل كل هذا، وله قوة غير محدودة: "يا من اسمه دواء وذكره شفاء" لكن هذه الفاعلية مشروطة، والشرط أن تتدفق الكلمة من الروح. ان تسلخها من القلب. ان يكون الذكر أعمق من حدود اللسان؛ البسملة والحوقلة والاسترجاع كلها تلهج بها السنتنا، ولكن يجب ان تكون نتيجة طلب والحاح داخلي بأن يذكر قلبنا الله ويذكره، عقلنا وتذكره جوارحنا وهذا كله يعني ان لا يغيب من حياتنا ويكون له كل الحضور الطاغي في وجداننا. أن يكون ذكره فوق كل ذكر، لا نساويه مع أحد، ولا نمن عليه بذكره بل هو من منَّ علينا به، فمن عظيم نعمه علينا ان جعل ذكره بابا للوصول اليه والقرب منه.
أما مفهوم ذكر الله أو نسيانه، فهو يتجسد في هذا الحديث: "من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن".
وهذا الحديث هو عن الإمام الصادق(ع) عندما قال لأحد أصحابه: "ألا أحدثك بأشد ما فرض الله عز وجل على خلقه؟ قال: بلى، قال: إنصاف الناس من نفسك، ومواساتك لأخيك، وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول: سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية". وهنا الغاية المثلى للذكر هو أن تصل بذكرك إلى حد تستحي من الله من أن تعصيه، وتخجل من أن يراك في موقع دعاك إلى الابتعاد عنه.
اذا ذكر الله الحقيقي والفعال ينطلق من عمل وموقف وقناعة ، من أرض صلبة في علاقتنا مع الله كي يكون الله بالفعل جليسنا وخليلنا، عندها ومن هذا الفهم تنطلق السنتنا، نتوجه اليه ونناديه بأسمائه الحسنى، لا نكتفي من الترداد ولا نشبع: لا حدود لا بالكمية ولا بالتوقيت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}.
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}..
وقد يظن البعض ان ذكر الله هو لأوقات العبادات، نذكره في صلواتنا وتسبيحاتنا وأثناء قراءتنا للقرآن، ووقت الأذان.. فيما، ننساه في باقي الأوقات.. لا الأمر ليس كذلك لان الاوقات لا تعمر الا بذكر الله، وهو ما عبّر عنه أمير المؤمنين(ع) في الدعاء: "أللهم أسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً".. "اللهم افتح مسامع قلبي لذكرك، وارزقني طاعتك وطاعة رسولك، وعملا بكتابك".
وما أجمل قول الشاعر مخاطباً الله:
ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا وحبّـك مقـرون بأنفاسـي.
وما خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا وأنت حديثي بين جلاســي.
ورد في الحديث عن الإمام الصادق(ع): "قال موسى(ع) لربه: يا رب إني أكون في حال أُجلّك أن أذكرك فيها. قال يا موسى اذكرني على كل حال. ما من ساعة تمرُّ بابن آدم لم يذكر الله فيها إلّا تحسر عليها يوم القيامة".
العمر مهما طال فهو قصير، وزادنا من الرحلة الى الله سيظل قليلاً... إذاً، كيف يمكن ان نُفلت لحظة من دون ذكره. نذكره عندما نأكل، ونشرب ونتلذذ، "وأستغفرك من كلِّ لذّة بغير ذكرك"...أن نذكره عندما نكون في مواقع الدراسة وأماكن العمل، أن نذكره في تنقلاتنا، وداخل بيوتنا وعند خلواتنا، أن نذكره في الرضا والغضب، أن نذكره في حال القوة والضعف، أن نذكره في السلم والحرب، ليكون صمام الأمان لنا.
-"نذكره لأجلنا"، فبذكره نعبّر عن مدى وفائنا لمن نعمه علينا لا تحصى، وآلاؤه علينا لا تعد، فكل ما عندنا هو من فيض فعله وكرمه وعطائه
- نذكره حتى نبقى واعين لخط المسير الذي رسمه لنا، لا نحيد عنه، فلا يستحوذ علينا الشيطان، ولا أنفسنا الأمارة بالسوء، ولا يخدعنا أحد فيأخذنا إلى حيث يريد، ولا يتلاعب بنا من يتلاعبون بالأفكار والعقول والمشاعر. وحتى لا نكون {كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}.
- نذكره حتى ننشغل بذكره عن اللغو والغيبة والنميمة، والكلام الفارغ والبذيء،
-نذكره كي نشعر ونتحسس حضوره في حياتنا. إننا ومهما اشتدت علينا الضغوط وواجهتنا الصعوبات وعصفت بنا الفتن والآلام، فإن في هذا الكون وعلى هذه الأرض رباً رحيماً ودوداً عطوفاً. يكفي علمه بنا حتى نرجو منه الخير والأمل والرحمة والاطمئنان وهو القائل: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
ايها الأحبة: لطالما ارتبط ذكر الله بالاحتماء وطلب العون واتقاء الشرور. وبيننا دعاء الجوشن الذي يحفل بذكر اسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، وقصته أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في بعض غزواته، وكان عليه جَوْشَنٌ اي درع ثَقِيلٌ آلَمَهُ، فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى، فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ (عليه السَّلام) بهذا الدعاء ليخفف عنه ثقله بذكر الله. إذا هو دعاء الدرع والوقاية الذي اوصى بقراءته الرسول والائمة في شهر رمضان، وفي ايام الشدة.
أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق