الإسلام بني على خمس ..
أي أن أركانه خمساً تقيم بناءه ، ولا يصح ترك أي ركن منها
وتمتاز الصلاة بأنها الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال ،
في حين أن أركان الإسلام بعضها يسقط في بعض الحالات
فالحج يسقط عند المرض والفقر أي عند عدم الاستطاعة ،
وتسقط الزكاة عند الفقر ، ويسقط الصيام في السفر وفي المرض ، والشهادة تؤدى مرة واحدة
، أما الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال فهو الصلاة ، فمن تركها فقد كفر .
أختي المؤمنة :
إن الشيطان يحول بين المرء وقلبه ، يذكره في الصلاة ما لم يكن يذكره قبل دخوله فيها
، ربما قد نسي الشيء أو الحاجة وأيس منها ، فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها ،
ويأخذه عن الله عز وجل ، فيقوم فيها بلا قلب
، فلا ينال من إقبال الله عليه ، وكرامته ، وقربه ما يناله المقبل على الله عز وجل ،
ينصرف من صلاته كما دخل فيها بخطاياه ، وذنوبه ،
وأثقاله ، لم تخفف عنه بالصلاة شيئاً ،
إن الصلاة إنما هي تفكر ، ودعاء ، وإقبال ، والتجاء لله عز وجل .
والصلاة من أعظم أركان الدين العملية ، لكن الخشوع فيها من المطالب الشرعية ،
والشيطان ـ لعنه الله ـ ذكر الله عنه :
﴿ ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)﴾
(سورة الأعراف)
وكأن الشيطان همه الأول إفساد صلاة المؤمن عن طريق الوسوسة ،
وعن طريق إلغاء الخشوع فيها ،
وقد بيّن النبي عليه الصلاة والسلام أن أول ما يفقد من هذا الدين الخشوع
، وأن آخر ما يفقد من هذا الدين الصلاة
ورب مصلِّ لا خير فيه ، ويوشك أن تدخل مسجداً فلا ترى فيه خاشعاً ،
وقد ورد في بعض الأحاديث القدسية :
(( أن ليس كل مصلٍّ يصلي ، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي ،
وكفّ شهواته عن محارمي ، ولم يصر على معصيتي ، وأطعم الجائع ، وكسا العريان ،
ورحم المصاب ، وآوى الغريب ، كل ذلك لي ،
وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس ،
على أن أجعل الجهالة له حلماً ، والظلمة نوراً ، يدعوني فألبيه ،
ويسألني فأعطيه ، ويقسم عليّ فأبره ).
ولذا يجب الحرص على عدم السهو في الصلاة وتحري الخشوع .
والسهو في اللغة هو الغفلة والذهول عن الشيء.
وأما في الشريعة الإسلامية، فهو الذهول عن الصلاة وبالتالي حدوث زيادة أو نقصان
أو شك بالقيام بأحد أركانها أو واجباتها أو ركعاتها. فإن شك الشخص بكمال صلاته؛
بزيادة أو نقصان في أركانها أو واجباتها أو ركعاتها ، فعليه أن يتحرى الصواب فيما فعل،
وإن لم يذكر بنى فعله على اليقين، وهو اعتبار أنه لم يفعله،
ثم يسجد سجدتين بنية سجود السهو عند الإنتهاء من صلاته
لجبر الخلل الذي حصل فيها.
. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
" إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ
وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ،
فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ ،
وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ " أخرجه مسلم .
ومن فوائد الخشوع في الصلاة
أنه يخفف أمر الصلاة ، ويجعلها محببة ، لطيفة ، مقبولة ، مشتاقاً إليها ،
والدليل قول الله عز وجل :
﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)﴾ (سورة البقرة)
ومشقة الصلاة ثقيلة إلا على الخاشعين كما قال ابن كثير ..
كما ان الخشوع يبعث الطمأنينة في الصلاة ،
فكان عليه الصلاة والسلام يطمئن في الصلاة ، أي يرجع كل عظم إلى موضعه قبل التحرك ،
كان قائماً فركع ، الآن عاد قائماً واطمأن قائماً ثم سجد ،
وهذا هو الاطمئنان ، ولن تتم صلاتكم حتى يفعل أحدكم ذلك
فيما قاله النبي عليه الصلاة والسلام :
((إِنَّ أَسْوَأَ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْرِقُهَا ؟
قَالَ لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا
اخواتي
* الصلاة نور .. جعلها الله نوراً للعبد في دنياه ونوراً له في قبره
حينما تطبق عليه ظلمة القبر وهو أحوج مايكون لها هناك ،
وهي اول مايحاسب بها .. فإن صاحت صلح سائر عمله .
اللهم تقبل منا صلاتنا وقيامنا وطاعتنا ،
وجعلنا واياكم من الخاشعين وابعد عنا همزات الشياطين .
الخشوع في الصلاة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق