حقيقة الدعاء هو أن نتوجه بقلوبنا بإيمان ويقين إلى الله تعالى وحده .. لاشريك له .
نطلب منه العون والاستجابة .
يقول الله تعالى :
( وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب ، أجيب دعوة الدّاع إذا دعان ،
فليستجيبوا لي ، وليؤمنوا بي ، لعلهم يرشدون ).
ومعنى الآية :
ياعبادي اتجهوا إلي بقلوبكم وأخلصوا الدعاء لي أبلّغكم ماتسألون
واجتنبوا أن تشركوا بالدعاء أحدا ، فلن يستجاب لكم .
إن الأنبياء والمرسلون كان الدعاء يجري على السنتهم الدعاء في مختلف الأحوال
منذ عهد آدم عليه السلام حين أخطأ هو وحواء
ثم توجها لله تعالى بالدعاء وطلب المغفرة :
( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
الأعراف 23 .
قصتي مع الدعاء :-
وبالنسبة لي فقد مررت بظروف قاسية وكنت فيها على درجة كبيرة من الحزن والإحباط
ولم يكن أحد يعرف ماذا بي ولم أذكر لأحد شيئا،
ورغم أن الظروف كان من الممكن تقبلها والتغلب عليها ، إلا أن نفسيتي أغلقت ،
وتضخم الشعور بداخلي ، وأصبت باكتئاب،
وشعر من حولي تغيرا في حالي و ميلاً إلى الانفراد وعزوفا مني.
كنت أكثر من الدعاء ، لكن قلبي لم يكون معي والدعاء إن لم يصدر من القلب
فهو لايكفي ولن يشعر الإنسان في داخله بالاستجابة او الانفراج .
قرأت مختلف الأدعية وفي مختلف الأوقات ،
وكنت ادري أن حالة الكآبة التي أصابتني لن يخرجني منها إلا الله سبحانه وتعالى
ولكني عرفت أنني مقصرة في اجتهادي في الدعاء
وأنه لهذا لم تنفرج نفسيتي او تتحسن ظروفي.
ورحت أقرأ في التوكل والدعاء والاستخارة
- وحدث هذا قبل أن يكون هنا عندنا ركن الاستخارة الذي صار مرجعي -
وعلمت وجوب عقد النية في القلب وتفويض الأمر لله لا لما ترغب نفوسنا في تحقيقه،
وقرأت عن افضل أوقات استجابة الدعاء ،
وعرفت من بينها أن الدعاء يوم الجمعة له فضل وبه استجابة ،
واطلعت على قولين عن ساعة الاستجابة في هذا اليوم وهما :
آمّا أنها ساعة الظهر عند صلاة الجماعة في المسجد ،
أو بعد صلاة العصر إلى قبل صلاة المغرب ،
وصودف أنه كان ذلك يوم الجمعة ،وهناك اتجهت بدعائي بعيدا عن الجميع
صعدت إلى سطح المنزل حيث الأفق والهدوء والوحدة
دعيت ربي بحرارة ودموع ....
واستغرقت في دعائي وأنا اشعر بالسلام يتسلل الى صدري
وتلوت دعاء الاستخارة بدون ان اصلي بحرارة من قلبي
والضيق ينفرج عني شيئا فشيئا ، حتى انتبهت على صوت المؤذن يدعو لصلاة المغرب
وبصدق انزاح هم كان كالجبل فوق صدري ، وانفرجت نفسي ،
واصبحت اشعر انني خفيفة من الهم وراضية ومطمئنة
بعد ان اسلمت اموري لله تعالى يصنع مايشاء
وما هي الا أياماً كنت فيها براحة وداومت فيها على الدعاء
واذا بأسباب ضيقي وقد انفرجت على خير .
واستجاب الله تعالى لدعائي ، وعدت بعدها كلما ضاق صدري
التزم الدعاء في ذلك الوقت وفي جوف الليل وأجد الفرج والحمد لله .
ومن الأدعية التي تفرج الهم وأحب ترديدها هذه الآية الكريمة :
(( أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء ))
كذلك أردد دعاء الاستخارة في أي وقت ففيه معنى التوكل وفيه الاستجابة:
اللّهم أني أستخيرُك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تَقْدِرُ ولا أَقَدِْر وتعلَمْ ولا أَعْلَمْ وأنت علاَّمُ الغيوب .
اللّهم إن كنت تعلمُ أن هذا (( ذكر المسألة )) خيرٌ لي في ديني ومعاشي
وعاقبة أمري فاقْدُرْه لي ويسِّرْه لي .
وإن كان هذا الأمرُ شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفّهُ عني وأصرفني عنه
واقْدِرْ لي الخير حيث كان ، ثم ارضني به .
اوصيك ونفسي يااختي المسلمة بلزوم الدعاء ففيه النجاة من كل كرب
ومن كل شدة ، الدعاء كالمطر اينما نزل نبت به الزرع
كذلك دعاءك قد يكون فيه استجابة لما تتمنينه ، أو يقسم الله تعالى لك بعده
مافيه الخير لك للدنيا والآخرة
وفي كل الاحوال تتبدل حالك من الهم الى الفرح ان شاء الله .
( أمن يجيب المضطر إذا دعاه) حملة الدعاء سلاح المؤمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق