الثلاثاء، 28 يوليو 2015

موقف الإسلام من الغناء



حب القرآن وحب ألحان الغناء في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره عبدا لكـل فـلانة وفلان

لهذا كان التحريم للغناء مبدأً .. لأنه يعلق العواطف بغير الله
ويثير الغرائز بكلامه .. ويهيج حالات الحزن أو الفرح

اقرأي ما جاء في هذا الباب :

قوله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [سورة لقمان:6].

قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء،
وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري)
وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).

قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء
فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود،
قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}،
فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء -يرددها ثلاث مرات-،
وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم )

وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران
وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة.
قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان).

أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف،
و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون:
ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم،
ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة »
(رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي،
وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).

وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي،
وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية،
والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي:

"ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل
عند الشيخين حديث مسند".
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم:
"وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم،
فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة،
وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا،
وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء وإقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.

ماالاستثناء ؟ ؟
ويستثنى من ذلك الدف -بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء،
وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة،
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو
في العرس ونحوه
كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح،
وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف،
بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال،
ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء"
وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان
من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث
قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر :
أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).

والرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:

قال ابن القيم رحمه الله:
"وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية
بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح
بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم،
فأين هذا من هذا؟
والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم،
فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان،
وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية،
ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما،
أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟!
فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين).

وقال ابن الجوزي رحمه الله:
"وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت،
و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء،
قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء
ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).

وهذه النقاط رد جامع لكل من يتساءل :
1/ قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا}….. أكثر المفسرون على أن المراد بلهو الحديث هو الغناء،
وقال ابن مسعود: هو الغناء،
و يقول تعالى وهو يخاطب الشيطان: { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ} قيل هو الغناء،
و قال عليه الصلاة و السلام: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير، و الخمر و المعازف…… » رواه البخاري.


2/ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن أضرار الغناء و الموسيقى:
المعازف هي خمر النفوس تفعل أعظم مما تفعله الكؤوس،
فإذا سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك و مالوا إلي الفواحش و إلى الظلم،
فيشركون و يقتلون النفس التي حرم الله و يزنون
و هذه الثلاثة موجودة كثيرا في أهل سماع الأغاني، إ
ن سماع الأغاني و الموسيقى لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة
إلا وفي ضمن ذلك من الضلال و المفسدة ما هو أعظم منه،
فهو للروح كالخمر للجسد،
و لهذا يورث أصحابه سكرا أعظم من سكر الخمر،
فيجدون لذة كما يجد شارب الخمر، بل أكثر و أكبر.


3/ أما الغناء في الوقت الحاضر فأغلبه يتحدث عن الحب و الهوى و القبلة و اللقاء
ووصف الخدود و القدود و غيرها من الأمور الجنسية التي تثير الشهوة عند الشباب و تشجعهم على الفاحشة و تقضي على الأخلاق،
ناهيك عن الذي يسمى بالفيديو كليب و ما به من فواحش و منكرات
و رقص مائع و وجوه ملطخة تثير الشايب قبل الشاب،
و المشاهد لهذه الأغاني المصورة يرى مدى اهتمام المخرج بالراقصات
أكثر من المطرب نفسه،
و هذا ليس مستغربا لأن إثارة المشاهد عندهم أهم من كلمات الأغنية و شكل المطرب.


و هؤلاء المطربين و المطربات الذين سرقوا أموال الشعوب باسم الفن
و ذهبوا بأموالهم إلى أوربا و اشتروا الأبنية و السيارات الفاخرة
قد أفسدوا أخلاق الشعوب بأغانيهم المائعة و افتتن الكثير من الشباب و أحبوهم من دون الله.

و أقول لكل من يسمع هذه الأغاني:
أتركها مرضاة لله سبحانه و تعالى
و صدقني ستجد لذة في تركها و اعتزازا بالنفس لم تشعر به من قبل،
و استبدلها بأشرطة القرآن و الخطب و الأناشيد الإسلامية
و حينئذ ستعرف الراحة النفسية و العاطفية الحقيقية.


4/ يقول ابن القيم رحمه الله: ما اعتاد أحد الغناء إلا و نافق قلبه
وهو لا يشعر، ولو عرف حقيقة النفاق لأبصره في قلبه،
فإنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن،
إلا و طردت إحداهما الأخرى….. فاختر أنت أيهما تريد.

( نقلت المادة من مصادر )

هذا ردنا على من يحكم دون علم ويفتي دون دراية
ويتحدث عن جهل
هؤلاء أعلام الهدى وبيانهم للناس
وهذا هو الحق فماذا بعد الحق الا الضلال ..
هدانا الله لما يحب ويرضى


موقف الإسلام من الغناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق