الخميس، 30 يوليو 2015

رحيق الجمعة / التراحم




هذا يوم الجمعة المبارك
يوم عيد المسلمين .. يوم فضله الله تعالى على سائر الأيام ..
قد بسط الله تعالى لنا فيها سبيل الاستزادة من الخيرات
وأفاض علينا فيها من ينابيع الرحمات
وضاعف لنا فيها الثواب والحسنات
لمن يريد.. ومن يتقرّب بالطاعات ..

علينا أن لاننسى أخواتي .. أن نكثر فيه من العمل الصالح ..
نتقرب فيه إلى الله تعالى ، ونزكي به أنفسنا ، ونصلح به أحوالنا ..
وإن من الأعمال الصالحة التي يشرع لنا باباً من أبواب الجنة ..
علينا أن نلتزمه ... هو صلة الأرحام...
فلنحرص على حفظ المودة والرحمة بيننا وبين أرحامنا
فإن لهم علينا حق الصلة بالأخوة الإسلامية .. وحق القرابة ..

وفي الحديث سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل
يدخل الجنة ويباعد من النار فقال صلى الله عليه وسلم :
( تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم )
رواه البخاري ومسلم .

ولكن للأسف .. قدتباعدت وتفرقت هذه الصلات بين كثير من الناس .. في هذا الزمن
فلم يعودوا يلتزمون بصلة الأرحام .. بل قطعوها .. وربما واصلوا غيرها ....
ولقد نهى الرسول الكريم عن ذلك نهياً شديداً ، وبيّن عقاب من قطع رحمه فقال :
( لايدخل الجنة قاطع )..


أختي المؤمنة :
من الأخطاء التي يقع فيها البعض..
أن يعمدوا إلى مقابلة قطيعة أولي الرحم بقطيعة مماثلة ..
فيقول آحدهم : هذا رحم قريب لايزورني ولا يسأل عني .. فلم أزوره ؟
وهذا لا يجوز ولا يصح مقابلة القطيعة بمثلها .. بل يجب أن يقابل القطيعة بالصلة ..
فذلك أدعى إلى إصلاح النفوس بين الأهل .. ودرء العداوة .. وتطييب القلوب
والدفع بالتي هي أحسن .. فربما انتبه القاطع إلى خطئه .. وعاد إلى صوابه
وهي بالتالي سبيل المحافظة على بنيان الأسر في المجتمع وأبعد عن تفككها..
كما أن الصلة موجبة لرضا الله .. فهي خصلة خير وعمل طاعة .

أختي المؤمنة :
صلي رحمك ... بالزيارة .. بالسؤال .. بتفقد أحوالهم ...
بإعانتهم في الضيق
بسد حاجاتهم مااستطعت ..
بعيادة مريضهم .. بمشاركتهم الأفراح والأتراح
واجعلي هذه الساعة من يوم الجمعة البداية ...
لوصل من قطعت منهم .. ومصالحة من خاصمت منهم
والاعتذار عمن أسأت إليهم سواء من ذوي القربي أو غيرهم ..

فنحن لاندري إذا مرّت هذه الجمعة ..
هل لنا في غيرها نصيب من الحياة ؟..

يقول الإمام الشافعي :
( تزوّد من التقوى فإنّك لاتدري
إذا جنّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر ِ )

لنحتفل بدقائق حياتنا وثوانيها
ونودعها بما يليق بها
وذلك بأعمال الخير .. واتباع كل سبيل
يوصلنا إلى رضا الله تعالى ..
ولنبدأ بوصل ماانقطع من العلاقات الطيبة
بيننا وبين ذوي قربانا وذوي أرحامنا .. وأصحابنا
مبتغين في كل ذلك وجه الله ..
اللهم ألف بين قلوبنا ..
واغفر لنا وارحمنا ..
وأحسن خاتمة أمرنا ..
آمين !



( حديث الروح )


رحيق الجمعة / التراحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق