السبت، 11 يونيو 2016

أسباب جديدة لزيادة الوزن

سمعنا عن أسباب كثيرة للوزن الزائد كان أبرزها تناول سعرات حرارية أكثر من تلك التي يحتاجها الجسم. على أي حال هناك أسباب أخرى لم تخطر لك على بال. ننبهك إليها خلال هذا العرض فكوني معنا.

من الضروري البحث عن السبب الحقيقي لبدانتك، فليست كل الحالات سببها الطعام. ويفيدنا معرفة أسباب هذه المشكلة والوقوف عليها في التشخيص والعلاج، فلا يعقل مثلا أن تصابي بالسمنة بسبب مرض معين في الغدة الدرقية، وأنت تحاولين مع جميع الحميات الغذائية دون فائدة. في مثل هذه الحالات الأمر يزداد سوءا وتعقيدا. فمن ناحية لا يحدث أي تقدم ولن تصلي إلى حلول لبدانتك، ومن ناحية أخرى يؤدي السبب الحقيقي إلى المزيد من الأضرار الصحية ونحن في غفلة عنه.

ففي المثال السابق مثلا يستمر تدهور الغدة الدرقية دون أن ندري مما يترتب عليه علل وأمراض جسيمة، لأجل ذلك كله كان لزاما عليك التعرف على كافة الأسباب المحتملة، والتي يمكن أن تصل بك إلى حالة مزرية من السمنة والوزن الزائد.

إذا جربت العديد من الأنظمة والحميات الغذائية ولم تفلح كل هذه المحاولات فمن الضروري التحدث مع الطبيب عن هذه الاحتمالات التي حتما لم تسمعي بها من قبل.

أسباب بدانتك

جميع الذين نتحدث معهم عن المشكلة دائما ما يوجهون إلينا نصيحة واحدة. وهذه النصيحة تتلخص في الإقلال من تناول الطعام مع زيادة الحركة وممارسة الرياضة. هنا يتم تلخيص فكرة البدانة في كثرة الطعام وقلة الحركة. ربما يكون ذلك هو التشخيص الصحيح لبعض الحالات، لكن هناك حالات أخرى لا ينطبق عليها هذا التوصيف. دليلنا في ذلك هو محاول العديد من الأشخاص اتباع طرق الريجيم وممارسة الرياضة وفي النهاية تبوء كل هذه المحاولات بالفشل والإخفاق. إذن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى هذه المشكلة إليك أهم هذه الاحتمالات التي يجب أن تكون موضعا للشك لديك. تعرفي عليها وتحدثي مع صديقاتك بشأنها.

المهدئات

تشير الإحصاءات إلى أن هناك شخصا واحدا من بين كل عشرة أشخاص يتناول الأدوية المهدئة. هي نسبة ليست بالقليلة خاصة إذا ما أضفنا إليها الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية بصورة غير منتظمة. وفي العديد من الدراسات ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المهدئات تؤدي إلى الإصابة بداء السمنة وزيادة الوزن. جاء ذلك من خلال إخضاع العديد من الأشخاص للتجربة العملية والتي تستوجب المراقبة وعزل كافة العوامل المؤثرة الأخرى.

وأسفرت هذه التجارب عن وجود علاقة قوية بين تناول الأدوية المهدئة وبين المعاناة من بدانة الجسم. بالبحث تم تفسير ذلك بعدة طرق. أولها أن المهدئات تعمل على إبطاء عملية حرق الطعام. يحدث ذلك تحديدا مع أولئك الذين اعتادوا على تناول هذه الأدوية بصورة منتظمة لوقت طويل لا يقل عن سنة واحدة، ويزداد الأمر سوءا إذا علمنا أن نفس هذه الأدوية تعمل على فتح الشهية وزيادة الإقبال على الطعام. هنا أصبح لدينا مشكلة معقدة للغاية تتلخص في النهم الشديد للطعام مع بطء عملية الحرق. والنتيجة هي تكدس هذه الأطعمة بالجسم مسببة بدانتها. هذا كله تم إثباته بالتجربة. وهناك شكوك لم تثبت بعد بأن الأدوية المهدئة تؤدي إلى إفراز الجسم لبعض الهرمونات التي تسبب بدانته.

تحدثي مع طبيبك كي يعيد النظر في نوعية الأدوية المهدئة إذا وجدت أن سبب مشكلتك هذه المهدئات. أكثر أنواع الأدوية المهدئة التي تضر برشاقة الجسم هو ما يطلق عليه ssris أو مثبطات امتصاص السيروتونين.

قصور الغدة الدرقية

دائما يتم تشخيص هذا المرض أو الشك به من خلال ملاحظة الطبيب لوزن الجسم. فأهم العلامات التي تدل على إصابة المرأة بقصور الغدة الدرقية هي المعاناة من البدانة والوزن الزائد والذي يستمر في الزيادة مع مرور الوقت. هنا يبدأ الطبيب في الفحص ليتأكد من هذه الشكوك. وفي الحقيقة فإن قصور الغدة الدرقية هي حالة مرضية تحدث عندما تعجز هذه الغدة عن إفراز الهرمونات الخاصة بها والتي تؤثر في جميع وظائف الجسم. وتتعرض المرأة لهذه الحالة أكثر من الرجل. يحدث ذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تداهم جسمها كل شهر، إضافة إلى أن المرأة تكبت غيظها وتكتم قلقها وتوترها أكثر من الرجل.



وهذا الأمر يؤثر بشدة على وظائف الغدة الدرقية وينجم عنه نهمها الشديد لتناول الحلوى والسكريات للحصول على الطاقة اللازمة ومعادلة الهرمونات بالجسم. كل ذلك يؤدي إلى معاناة المرأة من قصور الغدة الدرقية لكن كيف يؤدي ذلك إلى زيادة وزنها؟

تفرز الغدة الدرقية العديد من الهرمونات لكن ما يهمنا هنا الهرمونات التي تساعد في عملية حرق الطعام والتمثيل الغذائي للدهون والكربوهيدرات. وفي حالة معاناة المرأة من مرض قصور الغدة الدرقية فإنها تعجز عن إمداد الجسم بهذه الهرمونات الأمر الذي يترتيب عليه ضعف في عملية الحرق وبطء شديد، وبناء عليه تحدث الزيادة في وزن الجسم.

الغريب في هذه الحالة أن المرأة عندما تشعر ببدانتها وتقلل طعامها يظل معدل حرق الطعام بطيئا كما هو، أي أنه لا فائدة مطلقا من اتباع أي حمية غذائية في هذه الحالة.

الحل الوحيد هو التشخيص الدقيق للمرض ومراجعة الطبيب كي يصف العلاج المناسب. وعندما تتماثل الحالة للشفاء تعود الأمور إلى نصابها وسوف يقل وزن الجسم تلقائيا طالما كان ذلك هو السبب.

متلازمة كوشينغ

ربما لم يسمع معظمنا عن هذا المصطلح من قبل، لكن ذلك لا يمنع من وجود الحالة بل وانتشارها بين عدد غير قليل من الأشخاص. وهي حالة من الاضطراب الهرموني داخل الجسم ينجم عنها زيادة هرمون الكورتيزول بالدم. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من هذه الاضطرابات. أهم هذه الأسباب وأشهرها هي أورام الغدة النخامية، وفرط نشاط الغدد الكظرية. ويرى الأطباء أن السبب الرئيسي لهذه الحالة ربما يعود إلى الإسراف في تناول أدوية الكورتيزول. ومن أهم أعراضها ظهور كتل دهنية على الكتفين تشبه سنام الجمل، لكن الأهم والأكثر بروزا هو ظهور خطوط طولية باللون الوردي أو البنفسجي على البطن والذي يبدو منتفخا نتيجة الإصابة بهذه المتلازمة. هناك علامات أخرى كثيرة وكلها ذات علاقة بمشكلة البدانة مثل بروز تجمعات دهنية أعلى الظهر وحول الوسط وربما بالوجه أيضا. ومن الضروري التحدث إلى الطبيب بشأن هذه الأعراض حال ظهورها جميعا أو بعضها، لا سيما إذا كانت تؤرقك مشكلة السمنة والوزن الزائد.

الإقلاع عن التدخين

لا تتعجبي فنحن نقصد تماما ما وصل إلى فهمك. فالتوقف عن التدخين يؤدي حتما إلى زيادة وزن الجسم، وهذه ليست دعوة منا إلى الاستمرار مع عادة التدخين. ما قصدناه فقط هو لفت انتباهك فربما كنت ممن أقلعن عن التدخين مؤخرا ويؤرقك مظهر الجسم ووزنه الذي يزيد دون مبرر، فبدلا من صب جام غضبك على الطعام فكري قليلا في هذه النقطة. وقد وجد أن التوقف عن عادة التدخين من الممكن التسبب في البدانة وزيادة وزن الجسم بعدة طرق. ففي الأسابيع الأولى بعد نبذ هذه العادة تشعرين كثيرا بالجوع، ومن ثم تتناولين كميات أكبر من الطعام على الرغم من اختفاء حالة الجوع هذه بعد 4-5 أسابيع تقريبا.

الإقلاع عن التدخين يصحبه أيضا تباطؤ في عملية حرق الطعام. النهم الشديد وفتح الشهية بصورة لم تكن موجودة من قبل.

ويعود ذلك إلى استمتاعك بمذاق الطعام الشيء الذي كان مفقودا لديك بالماضي. ويدفعك هذا الأمر إلى التهام كميات أكبر من الأطعمة الدهنية والسكرية ما يزيد من تعقيد الأمور، قبل أن تفكري في اتباع حمية غذائية لا بد أن تضعي في اعتبارك مثل هذه الأمور.

التقدم في العمر

كل سيدة تحلم بالعودة إلى جسمها المثالي الذي كانت تتمتع به خلال مرحلة الجامعة، أو وهي على مشارف العشرينات.

لهؤلاء نقول لهن: إن قطار العمر يسير في طريق واحد إلى الأمام وهو غير مزود بخاصية الرجوع إلى الخلف. فهل معنى ذلك أنها لا يمكن أن تستعيد رشاقتها أبدا؟

الإجابة هنا نعم ولا في نفس الوقت. نعم فهي لن تعود إلى الفتاة المراهقة من جديد. ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي أصابت جسمها فساهمت في إبطاء عملية حرق الطعام.

جميع عمليات الجسم أصبحت بطيئة، فلمَ ننكر ذلك على عملية الهضم؟



المرأة يمكنها المحافظة على رشاقتها وجمالها وصحتها ولكن بمقاييس ومعايير جديدة تتناسب مع المرحلة العمرية التي وصلت إليها. كل هذه الأسباب ربما تكون غريبة على مسامعك ولكنها واقع لا يمكن إنكاره. لذلك فالحل الوحيد للبدانة ليس مقصورا على الريجيم أو الحمية الغذائية، فتشي جيدا عن سبب بدانتك كي يكون العلاج مفيدا ومثمرا، حتى وإن كان السبب غريبا فلا تتواني عن الكشف عنه.



أسباب جديدة لزيادة الوزن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق