الأحد، 22 نوفمبر 2015

من الأسماء الحسنى ( البديع )


تأمّلي في بديع خلق الله
وما يتجلى من العجب العجاب هناك في الفضاء الخارجي ..
في ملامح السدم والأجرام ..
وتفاصيل المجرات والكواكب..وقسمات محيا الفضاء ..
وتوردات وتوهجات وجنات الضياء ..!
يزخر وينطق بها الكون السادر في العمق والأسرار ،
ويترجمها النظام المتقن العجيب في مسار الأفلاك ...
والتألقات المتوهجة نوراً المشعة ضياءً المتدفقة بالحياة..
تمور بها السماء موراً .. وتتغير تغيّراً .. تولد وتموت .. تتفجر وتتفتت في الفضاء..
شهباً .. ونيازك ..حياة متوهجة بالنبض وبالألوان ..
حياة أخرى في منأى وخفاءٍ عن أبصارنا .. التي لاتدرك هذا الجيشان
ونحن نقف على صعيد الأرض ..
ونتطلع إلى الآفاق ..فلا نرى إلاّ ليلاً مرخي الحجاب ..
وأنجماً زّهراً تأخذ بالألباب ..
وسكوناً رخيّاً .. وسرّاً مطوياً ..
ودجى تغشاه غلالة السحر والصمت والغموض ..!
ولا ندرك ما وراء ه من إبداع وقدرة .. إنها قدرة الله البديع..!



الْبَديعُ ~ هو الله ~
هو الذي خلق الخلق ، وفطره مبدعاً به لاعلى مثالٍ سابق .
وزنه " فعيل " بمعنى " مفعل " .
وقد ذكر البديع مرتين في الكتاب العزيز :
قال تعالى :
( بديع السماوات والأرض ، وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ).
( بديع السماوات والأرض ، أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ،
وخلق كل شيء ، وهو بكل شيءٍ عليم ).


البديع في اللغة ~
والبديع يعني في علم البلاغة : تحسين الألفاظ في الكلام .
ومعنى " أبدع " أتى بالبديع في أي شيء.
بدعَهُ : بدْعاً : أنشأه على غير مثال سابق فهو بديع أي فريد من نوعه .
البِدْعةُ: الشيء ليس له سابق ويقال ابتدَعَ : أي أتى ببدعة اخترعها .
البَدْعُ : الأمر الذي يفعل أولاً . وفي القرآن :" قل ماكنت بدعاً من الرسل ".
وهو أيضاً الغاية أو القمة في كل شيء سواء كان عالماً أو شريفاً أو شجاعاً
وجمعها : إبداع .
فالله تعالى بديع السماوات والأرض أوجدهما من العدم ،
وأبدعهما إبداعاً كما أبدع في خلق كل مايحويهما من حي وجماد ،
واختص الله وحده بهذا الإسم ، وهو صفة مطلقة للحضرةالإلهية
ككل الصفات والأسماء الحسنى ،
والله هو البديع إبداعاً تاماً تنزّه عن النقص.


وفي كل شيءٍ له آيةٌ ~
وكما يتجلى إبداع القدرة الإلهية في السماوات ..
تدل عليها كل آية تنبثق من الأرض فتهتز لها النفس الحالمة طرباً ونشوة
وتتدفق شلالات الأحاسيس منها ، محتفلةً بمواكب الحسن المكنون منها والبادي للعيان
( ذلك الحسن الذي يلتمس النظرة الحية التي ترى روعته وتعطيه معناه)
وكل صنعة لله الذي أتقن كل شيء خلقه ..
فهي تنطق تحت طباق الثرى .. وفوق الثرى
وفي كلّ كمٍّ تتفتح عنه حياة ..
وفي لغة أطياف الضوء الملون المتحلل من بعثرة بياض الشمس
وكل مخلوق من الزهر والندى وأنفاس الفجر
وكل ناطق وصامت من آيات الله التي يمر بها الكثير
وهم عنها معرضون ..
معرضون بالغفلة التي حجبت عنهم بصيرة الإدراك والتأمل ..
مقيدون بمادة الحياة يدورون في فلكها ..

مستقر الأرواح الطاهرة ~
يالتك الأرواح الشفافة .. !
كيف يشدها توق السفر فتهيم باحثة لاتكاد تستقر على حال ..
تنشد موطن حدائق الأرواح حيث تمتد الأفياء والأطياف والخصب
ولذا تراها إذا اهتاج بها الخيال .. وعقم المكان
واستبد العطش بأوردتها رحلت في لجة الغيب .. واعتلت سفينة الأحلام
وأفردت شراعها لتحلق فوق بحار الضباب .. تجتلي جمال الإبداع الإلهي
في نسمة تحرك موج مشاعرها برفق
في نورس يطلق صيحة بيضاء تتردد في فضاءها الندي
في أكاليل غيومٍ بيضاء تعقد مهرجان عرس في سماء شعورها
ويتوق القلب .. ويهوى الفؤاد..شوقاً إلى امتلاء الروح ..
والتي لاتلبث أن تعود من سفرها الخصب
إلى صحراء الجدب
بذات اللهفة الظمأى : هل من ماء لمنتهل ؟
لكنها في قرارتها تعرف أن البديع أعد هناك ما يملأ الأرواح غبطةً وحبوراً .

- حديث الروح -
ولي نبض آخر




من الأسماء الحسنى ( البديع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق