الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

المعجزات من صنع الإيمان






هل تصدقون بأن الإنسان قد يتغيير من حال إلى حال في دقائق ..
يتغير من حال الغفلة والبعد عن الله إلى حال اليقظة والقرب من الله ..
من حال التقصير والتكاسل والتفريط إلى حال الجد والاجتهاد والحرص على كل ما يرضي الله والبعد عن كل ما يستخط سبحانه ..!!؟
هل يصعب تصديق هذا؟! .
لا والله لا يصعب ذلك فقد حصل أعظم من ذلك ..
يتحول الإنسان من حال الكفر والحرب لله ولرسله إلى حال الإسلام والدفاع عنه والثبات عليه والقوة في الحق .
ألم نسمع بما حصل مع سحرة فرعون .؟.
إنهم كبار السحرة أتى بهم فرعون وجمعهم ليحارب بهم موسى وما جاء به من الآيات البينات
فماذا كانت غايتهم وما هي مطالبهم؟
(وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ)
إنهم يطلبون مالا فوعدهم به بل زادهم إغراءا ومكافأة
(قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) .
فتعلقت قلوبهم بفرعون وعظموه في أنفسهم بل أقسموا به قبل أن تبدأ المنازلة
(فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ) .
فماذا بعد .. ماذا تغيير ..؟
هذا حالهم الأول .. فكيف حالهم بعد ذلك .؟
. كيف حالهم حين تبين لهم الحق ورأوا الآيات البينات وهم أعرف الناس بحقيقتها وأنها ليست بسحر ..
في دقائق معدوده ولحظات محسوبه تبدل كل هذا .
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ) .
أين طمعهم بالمال ؟.. أين الجاه والمنصب ؟.. كل ذلك تلاشى في لحظه ..
هل تأملتم ليس في أيام ولا ساعات بل في لحظات .
وأعظم من ذلك فقد يكون الإنسان حال الأمن يقوى على كل شيء فكيف يكون حاله حال الخوف والرعب والتهديد .
فهددهم فرعون وتوعدهم لتغيير حالهم
(قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ
وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ)
إنه تهديد شديد وعقاب مرعب بأن تُقطع الأيدي والأرجل من خلاف ، وفوق هذا يصلبون على النخل ..
إنهم السحرة الطامعين بالمال والجاه .. فقد يذهب هذا كله
إنهم السحرة لهم آباء وأمهات ولهم زوجات وأبناء يخافون عليهم ويخشون عليهم من هذا المصير القاسي .
فما هو جوابهم ؟..
إنها لحظه حاسمة وموقف عصيب .. الجميع يترقب .. الجميع ينتظر ماذا سيجيب السحرة على هذا التهديد
(قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
لقد تحول الطمع في الدنيا إلى طمع آخر
(إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)
ولا شك أن الإنسان قد يصيبه شيء من الخوف والجزع فبمن يعتصمون ولمن يلجؤون ؟
(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) .
إنهم لم يتغيروا من حال التقصير إلى الجد والعزيمة ، ولم يكونوا غافلين وتنبهوا ،
بل كانوا كفارا فأسلموا .. كانت قلوبهم ميته فدبت فيها الحياة فما الذي حصل وما الذي غيرهم ..؟
(إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا)
إنه الإيمان ولا شيء غير الإيمان.
الإيمان حينما يتغلغل ويصل إلى سويداء القلوب يفعل الأعاجيب بصاحبه ..
الإيمان هو الذي يهيئ النفوس لتقبل المبادئ مهما يكن وراءها من تكاليف وواجبات ، وتضحيات ومشاق ، وسب وشتم من الآخرين .
إنه العنصر الوحيد الذي يغير النفوس تماماً بتوفيق الله وهدايته ،
فيصبح المؤمن بعد ذلك شيء جديد غير الذي كان عليه .. تتغير أهدافه وافكاره وسلوكياته .
إن الإيمان لم يحول السحرة المحاربين لله ولرسوله الطامعين بالدنيا وملذاتها ومناصبها .
. لم يحولهم إلى مسلمين جامدين .. ولم يحولهم إلى مسلمين منعمين .
. بل حولهم إلى مسلمين صابرين أقوياء ثابتين لا يردهم تهديد ، ولا يخوفهم وعيد
، وأصبحوا هم الدعاة الناصحين المصلحين ..
(إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ *
إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ *
وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ *
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ)
قال ابن عباس وغيره من السلف : أصبحوا سحرة ، وأمسوا شهداء .
ما أعظم الإيمان فهو حين يسكن القلوب يملأها رضى ويقين وثبات وقوة
اللهم أعمر قلوبنا بالإيمان .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .

فيا من تريد سعادة الدنيا عليك بالإيمان .
يا من تريد تغيير حياتك للفلاح والنجاح عليك بالإيمان
يا من تريد الحياة الطيبة والراحة عليك بالإيمان
يا من تريد الفوز بالجنة والنعيم المقيم تأكد من إيمانك








المعجزات من صنع الإيمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق