الداعين إلى الله هم حملة أمانة مقدسة ..
ويجب أن يتصفوا بالخلق الإسلامي الكامل ..
لأنهم قدوة لمن يدعونهم ..
وأهم ما ينبغي أن يتميز به الداعون إلى الحق:
أولاً- الإخلاص لله تعالى: فمن أخلص لله في سرّه، أصلح الله له سره وعلانيته،
وجعل لكلامه قبولاً بين الناس، لأن الأعمال بغير إخلاص كالجسد بلا روح، وروح العمل وجود سر الإخلاص فيه.
ثانياً- التطبيق والعمل: وذلك بأن يكون ممتثلاً لما يقول، وملتزماً بما يدعو الناس إليه، فمن أمر الناس بشيء
هو غير ملتزم به كان محل سخرية واستهزاء من الناس، وقد قال الشاعر قديماً، يحث الدعاة على الالتزام بأقوالهم:
يا أيها الرجل المعلم غيره هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
ثالثاً- العلم: ويجب على الداعية إلى الحق أن يكون عالماً فيما يدعو إليه،
قادراً على رد الشبه التي تعترض طريقه ولو بشكل بسيط دون استقصاء،
وإلاّ فكيف يمكن للجاهل أن يكون معلماً، وأنى للناس أن يقبلوا أقوال الجاهلين.
رابعاً- حسن الخلق: ومنه الرقة واللطف مع الناس، وإنزال الناس منازلهم، والمسارعة في قضاء حوائجهم،
وحمل المودة والمحبة لهم، فذلك له في الناس تأثير السحر في جذب قلوبهم إلى الأفكار التي يحملها الداعية.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف).
خامساً- الصبر على أذى الناس: ولابد لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من أن يلاقي أذى من الناس أذى،
وقد قال الله تعالى على لسان لقمان عليه السلام وهو يعظ ابنه
: ((يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور))
، وإنّ الصبر على أذى الناس يرفع المؤمن عند الله تعالى وعند الناس، ويجعل له في القلوب محبة واستجابة،
قال الله تعالى: ((وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون))
.
سادساً- الشجاعة في إعلان الحق: وذلك بأن يصدع الدعاة إلى الله بالحق دون خوف أو وجل؛
لأن الدعاة منتدَبون من الله تعالى لإشاعة الحق وإعلانه بين الناس،
قال تعالى: ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون))
. وإن واجب الدعاة ألا يخشوا في الله لومة لائم؛ لأن الجهر بالحق لا ينقص رزقاً ولا يقدم أجلاً،
قال تعالى: ((الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً)).
سابعاً- التأسي بالسلف الصالح في الدعوة: ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام
أسوة حسنة في الدعوة إلى الله والثبات على الحق، فقد وقف المشركون في وجوههم يصدونهم عن الدعوة إلى الحق
ويخوفونهم، فما زادهم ذلك إلا ثباتاً وإصراراً وتسليماً لأمر الله فيما قدره وقضاه،
قال تعالى: ((الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل))
. وبثباتهم على الحق، واحتمالهم لتبعاته انتصر المسلمون الأوائل في معركة بدر والخندق وفتح مكة،
وفي جميع المعارك التي خاضوها ضد الفرس والروم والصليبيين والتتار، وغيرهم.
وأخيراً على المسلم ألا يصدر في موقف من المواقف إلا بدافع من الحق وتأييداً له؛
لأن الحق أحق أن يُتبع وأتباعه منتصرون ان شاء الله
صفات الداعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق