كلنا نشتاق إلى الجنة
كلنا نشتاق بعد رحلة الحياة المضنية إلى دار أمانٍ واستقرارٍ وراحةٍ ونعيم مقيم
والجنة هي المقصد ..
ففيها النجاة من الدنيا وما تحويه من منغصات ومتناقضات
دنيا لايؤمن جانبها... فالسعادة فيها وهم .. والراحة فيها مفقودة ..
والاطمئنان إليها خادع..
كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا أدركه لم يجده شيئا ..
( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران/ 185 .
والمسلم العاقل المؤمن .. يعي حقيقتها فلا يجعلها همٰه
فيزرع في دنياه مايطيب في جناه دار المقامة ..!
هنا الزرع ... وهناك الحصاد ..
هنا العمل ... وهناك الحساب ... فلننظر مانقدم لأنفسنا..
يقول تعالى :
( وما تُقدّموا لأَنْفسكِم من خيْرٍ تَجدوهُ عنْدَ الله هوَ خيراً وأعْظم أجراً) المزمل 20
الملائكة وأهل الجنّة ~
قال تعالى :
( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى
إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) الزمر:73
تفتح الجنة ذراعيها للمتقين .. يدخلونها..
وتستقبلهم الملائكة .. بالسلام والترحيب والبشاشة ..
وفي طليعتهم رضوان خازن الجنان ..
ثم الملائكة الموكلون بنعيم الجنة وأهلها ..
قال تعالى :
( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد 32/22
وعلى أي شيءٍ صبروا فنالوا ؟
على صلاة الفجر ، وعلى قيام الليل ، وعلى صيام التطوع
على النوافل وعلى دوام ذكر الله ... وفعل الطاعات .. وترك المنكرات .
هؤلاء لهم عقبى الدار... جنات عدنٍ..يدخلونها فنعم القرار
في هذه الجنات يأتلف شملهم مع الصالحين من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم .
ويكرمون بتجمع شتاتهم ، وملاقاة أحبابهم ،
وهي لذة أخرى تضاعف لذة الشعور بالجنان .
وفي جو التجمع والتلاقي يشترك الملائكة في التأهيل والتكريم ،
في حركة رائحة غادية بين أبواب الجنة الثمان ...
في مهرجان ترحيب وتشريفٍ حافل باللقاء والبشر والسلام .
أول زمرة تدخل الجنة :
إنهم فئة مصطفاة من البشر ..
يدخلون بوجوه شبهت بالقمر حسناً وبهاءً ونضرةً وضياء...
يقول الرسول الكريم :
( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ،
والتي تليها على أضوإ كوكبٍ دُرّيٍّ من السماء ).
أمّا عدد هذه الزمرة :
لنقرأ هذا الحديث الشريف.. قاله الرسول الكريم ورواه سهل بن سعد:
( ليدخلنّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً - أو سبعمائة ألف - متماسكون،
آخذ بعضهم بعضاً ، لايدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ،
وجوههم على صورة القمر ليلة البدر ).
يالنعم الله ..! كم يفيض تعالى على عباده بالكرم والعطاء ..!
وماأروع هذا الدخول المهيب ..!
أعلى منازل الجنة :
وللجنة مراتب أعلاها الفردوس الأعلى ..
كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
( فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فإنه أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ
وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ). رواه البخاري وغيره
وأعلى منزلة منها( الوسيلة) فهي أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن
ولا ينالها إلا شخص واحد ، ونرجوا أن تكون لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله يقول :
( سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لاتنبغي إلا لعبد من عباد الله،
وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ).
أما أدنى منزلة في الجنة:
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«سأل موسى بن عمران ربه جل وعلا وقال: يا رب! ما أدنى أهل الجنة منزلة؟
فقال الله جل وعلا: يا موسى! ذلك رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة
فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: يا رب! كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟
فيقول الله جل وعلا: أما ترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدنيا؟
فيقول العبد: رضيت يا رب! رضيت يا رب!
فيقول الرب: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله ..
فيقول العبد في الخامسة: رضيت يا رب! رضيت يا رب!
فيقول الرب جل وعلا: لك ذلك وعشرة أمثاله معه،
ولك فيها ما اشتهت نفسك، ولذت عينك».
أمّا درجات الجنة فهي كثيرة بعضها فوق بعض ،
وما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ،
منها درجة للمجاهدين ، ودرجات أخرى للمؤمنين والعلماء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن في الجنة مائة درجة ، أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين
مابينهماكما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه
أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوق عرش الرحمن ومنه تفجٰر أنهار الجنة .
وماذا عن أبواب الجنة ؟
هي ثمانية أبواب .. جاء ذكر بعضها في الحديث الشريف ..
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( من أنفق زوجين في سبيل الله ، نودي من أبواب الجنة :
ياعبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة،
ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد،
ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريّان ،
ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ).
وقد ذكر بعض العلماء بقية الأبواب :
كباب التوبة ، وباب الكاظمين الغيظ ، وباب الراضين ، وباب الجنة الأيمن
الذي يدخله من لاحساب عليهم وهو خاص بهم كما أخبرنا رسولنا الكريم .
وورد أن أبواب الجنة تفتح في رمضان شهر الخيرات ..
لما لهذا الشهر من فضيلة ، وميزةٍ على سائر الشهور ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب النار).
نعيم أهل الجنة :
يأتي الفريق المختار من المؤمنين في الطليعة
وأولئك هم السابقون ..
يقول الله تعالى :
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ، فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ،
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ، عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ،
مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ ، يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ ،
بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ، لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ ،
وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ، وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ،
وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ، جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ،
لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً ) الواقعة 26/10
ذكرت الآيات أنواعاً من النعيم .. هي مكافأة ..
على عمل كان في دار العمل . ..
مكافأة يتحقق فيها الكمال الذي كان ينقص كل النعم في دار الفناء .
ثم هم بعد ذلك كله يحيون في هدوء وسكون ,
وفي ترفع وتنزيه عن كل لغو وجدل ومؤاخذة في الحديث ,
حياتهم كلها سلام ... والملائكة تسلم عليهم ..
ويسلم بعضهم على بعض .. ويبلغهم السلام من الرحمن .
و لكن النعيم الأكبر والأسنى الذي يناله السابقون ..
هو نعيم القرب من الله ..
وجنات النعيم كلها لا تساوي شيئاً تجاه نعيم القرب
ولا تعدل ذلك النصيب .
الحديث عن السابقين :
هم عدد محدود ، وفريق منتقى ..
كثرتهم في الأولين وقلتهم في الآخرين .
واختلفت الروايات في من هم الأولون ومن هم الآخرون .. .
فالقول الأول :
إن الأولين هم السابقون إلى الإيمان ذوو الدرجة العالية فيه
من الأمم السابقة قبل الإسلام .. ..
وإن الآخرين هم السابقون إلى الإسلام ذوو البلاء فيه . .
والقول الثاني :
إن الأولين والآخرين هم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فالأولون من صدرها , والآخرون من متأخريها .
وهذا القول الثاني رجحه ابن كثير ،
وروى في ترجيحه للحسن وابن سيرين ..
هذا عن الحديث في السابقين ..
ثم يأتي الحديث عن الفريق الذي يليه ... فريق أصحاب اليمين :
يقول تعالى:
﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ، فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ،
وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ،
لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ، وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ،
إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا،
لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ، ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ، وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ﴾ الواقعة 40/27.
هذا بعض النعيم الذين ينتظرهم كما تبينه الآيات .
ولكن من هم الذين يعدون منأصحاب اليمين ؟
هم ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ..
فهم أكثر عددا من السابقين المقربين.
ويذكر العلماء أنهم سموا بأصحاب اليمين لأنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم,
وقيل: لأنهم يذهب بهم ذات اليمين إلى الجنة,
وقيل سموا أصحاب اليمين، وأصحاب الميمنة لأنهم ميامين،
أي مباركون على أنفسهم، لأنهم أطاعوا ربهم فدخلوا الجنة، واليمن البركة.
في أنهار الجنة وعيونها :
في الجنة عدة أنهار ، ورد ذكرها في قوله تعالى:
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ
وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ
وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) محمد /15
وهناك نهر الكوثر الذي أعطي للرسول الكريم ..( إنّا أعطيناك الكوثر )
ووصفه صلى الله عليه وسلم بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف
وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضا من الثلج
وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضة.
- نسأل الله من ذلك الورد فضلاً منه ونعمة -
أما عيون الجنة .. فهي عينان :
الأولى عين الكافور ~ قال تعالى:
(إِنّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً ،
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّهِ يُفَجّرُونَهَا تَفْجِيراً) الإنسان 6/5
*وهذه العين يشرب منها المقربون الماء الخالص.وأما الأبرار فيشربونه ممزوجاً.
*
والثانية عين التسنيم ~ قال تعالى :
( إِنّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ، عَلَى الأرَآئِكِ يَنظُرُونَ ، على الأرائك ينظرون ،
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النّعِيمِ ، يُسْقَوْنَ مِن رّحِيقٍ مّخْتُومٍ *،
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ، وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ،
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرّبُونَ) المطففين 28/22
وأما في قوله تعالى : " عيناً فيها تسمّى سلسبيلا" ..
قال الطبري :"وَالصَّوَاب مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ قَوْله :
{ تُسَمَّى سَلْسَبِيلَا } صِفَة لِلْعَيْنِ , وُصِفَتْ بِالسَّلَاسَةِ فِي الْحَلْق ,
وَفِي حَال الْجَرْي , وَانْقِيَادهَا لِأَهْلِ الْجَنَّة يَصْرِفُونَهَا حَيْثُ شَاءُوا ,
كَمَا قَالَ مُجَاهِد وقَتَادَة ،وَإِنَّمَا عُنِيَ بِقَوْلِهِ { تُسَمَّى } تُوصَف .
وَإِنَّمَا قُلْت ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ لِإِجْمَاعِ أَهْل التَّأْوِيل
عَلَى أَنَّ ( سلسبيلا) صفة لاإسم ".
جاء ذكر الجنة في ست وستون آية كريمة..
وأشارت إليها الآيات بأوصاف وأسماءٍ شتى .. ومنها :
دار السلام:
( لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) الأنعام/ 127.
جنات عدن:
(جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ) مريم / 61.
جنات النعيم:
( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ) لقمان/8
دار المقامة:
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ،
الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ
وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ) فاطر/ 34-35.
دار الخلود :
(ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ) ق / الآية 34.
جنة المأوى:
(عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ) النجم / 15.
قال عطاء عن ابن عباس هي الجنة التي يأوي إليها جبريل والملائكة
وقال مقاتل هي جنة تأوي إليها أرواح الشهداء
وقال كعب هي جنة فيها طير خضر ترتع فيها أرواح الشهداء.
دار الحيوان :
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ
لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوايَعْلَمُونَ ) العنكبوت/ 64.
الفردوس:
(أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) المؤمنون 11/10.
المقام الأمين :
( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) الدخان / 51
وحين نحاول أن نقرب إلى أذهاننا تصوّر قصور الجنة وخيامها ..
لانصل إلى ذرة واقع ما ينتظر المؤمنين هناك ..
ونعجز عن التصور مهما أطلقنا لخيالنا المحدود العنان..
عن أبي هريرة يسأل عن الجنة .. قال : قلت يارسول الله الجنة مابناؤها ؟ قال :
( لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، ملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤهاالياقوت واللؤلؤ،
وترابها الزعفران ، من يدخلها يخلد فيها ، ينعم فيها ولا يبؤس ،
لايفنى شبابهم ، ولا تبلى ثيابهم ).
هناك ينادي منادٍ من الملائكة مبشراً أهل الجنة بأقصى النعيم :
ياأهل الجنة ..!
هنا ..لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً..
ولكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً...
وأن تشبوا فلا تهرموا أبداً..
وهذا مصداق قول الله تعالى :
( ونودوا أنْ تلْكمُ الجنّة أُورثتموها بِما كنتم تعملون).
إنهم خالدون.. مستقرون .. منعّمون .. يتمتعون بالصحة والحيوية والنضارة
دون مرض يكدّر .. ودون شيخوخة تفسد .. ودون موت يتهدّد ..
في طمأنينةٍ وراحةٍ وسلام .. فيالطيب المقام..!
أعظم كرامات الجنة ~
إن حديث الجنة سلسبيل لا ينتهي ورده .. ونعيم لاتحاط بوصفه العقول ..
تنطبع آثاره على صفحات الوجوه .. إذ تبلغ أقصى درجات العطاء
من رب العباد .. في جنات الخلد التي آعدت للمتقين :
( وجوهّ يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ) القيامة 32/22
عن صهيب الرومي عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( إذا دخل أهل الجنةِ الجنة قال : يقول الله تبارك وتعالى :
تريدون شيئاً أزيدكم ؟
فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ، وتنجينا من النار ؟
قال : فيكشف الحجاب ، فما أُعطوا شيئاً أحب إليهم
من النظر إلى ربهم عز وجل.
وزاد : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } ..
اللهم نسألك حسن الخاتمة وأن تجعلنا برحمتك من أصحاب الجنة ..
- حديث الروح -
- ولي نبض آخر -
الجنة .. دار النعيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق