الأربعاء، 27 يناير 2016

الحسد والعين ماالفرق بينهما ؟




قال تعالى:
(وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ) الأنعام: 17

نتحدث في موضوعنا هذا عن الحسد وعن العين والتي جاءت الآيات الكريمة
لتؤكد حقيقة وجودها والوقاية منها بالتوكل على الله والتحصن
ورد الأمور إليه تعالى .

وكثيراً مانخلط بين معنى الحسد ومعنى العين
فهل هناك فروق تفصل بين معنيهما ؟

قال تعالى :
( وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ) القلم: 51
وقال تعالى :
(قُل آعوذ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ
وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) الفلق: 1-5

هناك الحاسد بين الناس
وهناك العائن ( الذي يصيب بالنظرة من عينه )
فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً
فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن.


ادن توجد فروق بين كل منهما
وهذه الفروق بين الحسد والعين ظاهرة تتضح في :

أولاً / الحسد:
أ‌- هو شعور نفسي يتمنى فيه الحاسد زوال النعمة من المحسود كراهية فيه.
ب‌- الحسد شعور داخلي يمكن أن يوجد في جميع الأشخاص تبعاً للمواقف المختلفة.
ج- الحسد شعور أخلاقي يمكن مقاومته بالإرادة وحسن الخلق.
د‌- الحسد يتم بمجرد حدوث علم الحاسد بنعمة المحسود سواء بالرؤية أو السماع أو الحساب أو التفكر أو القراءة أو غيرها.
ه‌- الحسد لا يؤثر على المحسود بل هو يؤثر بالسوء على الحاسد إلا إذا ترتب على الحسد سعي الحاسد في إضرار المحسود منطلقاً من الكراهية المتولدة عن الحسد فيقع هنا الضرر من سعي الحاسد بالأسباب، كأن يحرق له بيته أو ينم عنه أو يشيع الإشاعات أو غير ذلك.
و‌- لا يتفاوت مقدار الحسد من شخص إلى شخص ولكن يتفاوت بمقدار علاقة الحاسد بالمحسود.


ثانياً / العين (النظرة):
أ‌- النظرة لا تتم إلا برؤية الناظر للشيء أو الشخص المنظور.
ب‌- النظرة تؤثر على المنظور تأثيراً سيئاً وتسبب له أضراراً.
ج‌- هي شعور نفسي يتمنى فيها الناظر زوال النعمة من المنظور لاستكثارها عليه.
د‌- النظرة حالة توجد عند البعض ولا توجد عند الآخرين وعدد الذين توجد عندهم قلة.
ه‌- النظرة حالة شبه حيوية يصعب مقاومتها بالإرادة ولكن لها أسلوب آخر في طريقة التقليل من أثرها.
و‌- تتفاوت قدرة الأشخاص في إحداث النظرة، والشديد منهم شديد مع جميع المنظورين، والضعيف ضعيف مع الكل.

قد نلاحظ في أحيان كثيرة أن العين التي تصيب إنما تصدر عن حاسد
يتمنى زوال نعمة المحسود،
وإن كان ذلك التوافق ليس مطلقاً،
فقد يتحقق في بعض الأحيان وقد لا يتحقق في أحيان أخرى،
فالكثير منا يعرف أن الإنسان قد يصيب بالعين ماله وولده وأعز الناس عنده،
بل قد يصيب بها نفسه،
فبمجرد انفعال العائن بالنعمة لدى غيره واستكثارها
نفذ أثرها في نفسه وكان من ذوي القدرة على العين عان ولو كانت النعمة ملكه
لكن الحسد لا يكون مطلقاً إلا لنعمة في يد الغير مصحوب بالحقد والكراهية لهذا الغير،

ونخلص من ذلك إلى أن الحسد شر لأنه خلق سيء،
لكن شره يتمثل في تحريك نوازع الحقد عند الحاسد
الذي قد يتحول إلى عدو للمحسود يسعى في أذيته
لكن الحسد ذاته لا ضرر منه ينتقل إلى المحسود فيصيبه كما تصيب العين؛
لكن للعين قوة مؤثرة تنبع من العائن وتصيب المعين فتسبب له أضراراً متفاوتة


وفي كل الأحوال في التعرض للحسد أو العين
على المسلم أن يتوكل على الله ويوقن أن الله يتولى حفظه
و يدفع شر الحاسد والعائن والساحر وليس له أنفع من التوجه إلى الله
وإقباله عليه وتوكله عليه وثقته به وأن لا يخاف معه غيره بل يخشاه وحده
ويستغيث به ويرجوه ويدعوه .




الحسد والعين ماالفرق بينهما ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق