كانت إحداهن في المنزل و لديهم باب قد أغلق و المفتاح بداخله وليس لهم مفتاح آخر .. ماالحل؟
اتفقوا على أن يتصلوا بأحد العمال المختصين بفتح الأبواب المغلقة وقبل الاتصال ذهب الأخ ليحرك الباب وحاول فتحه بشتى الطرق كان يضغط بشدة ويضربه .. والباب لم يفتح بعد! قالت له أخته: قل يا فتاح و سيفتح لك الباب ..!
طرق الباب بخفة تضاد الشدة التي استخدمها قبل دقيقة وقال (يا فتاااااح)
وماهي إلا ثوانِ والباب يفتح بعد طرقه الخفيف و قوله يا فتاح ..
دعونا نتأمل ماوراء الباب ومايحويه اسم الفتاح على معان عظيمة لنضعه في قلوبنا ولنتعبد الله به عل الأبواب المغلقة تفتح لنا
الفتاح لغة: الفتح نقيض الإغلاق والفتح النصر و الاستفتاح طلب النصر
قال الخطابي رحمه الله ( الفتاح) هو الحاكم بين عباده ..
وقد يكون معنى (الفتاح) أيضاً الذي يفتح أبواب الرزق و الرحمة لعباده، و يفتح المنغلق عليهم من أمورهم و أسبابهم ، و يفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ، ليبصروا الحق ويكون الفاتح أيضا بمعنى الناصر.
ورد هذا الاسم في القرآن مرة
“قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق و هو الفتاح العليم” ( سبأ ٢٦)
وورد بصيغة التفضيل
“ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين”
نعم والله إن الله الفتاح هو خير الفاتحين فما أحوجنا للتعلق به ولمناداته
قال الشيخ السعدي رحمه الله : فالفتاح هو الحكم الجواد ، وفتحه تعالى قسمان: أحدهما : فتحه بحكمه الديني و حكمه الجزائي والثاني : فتحه بحكمه القدري ففتحه بحكمه الديني هو شرعه على ألسنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون ويستقيمون به على الصراط المستقيم، وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه و مخالفيهم و بين أوليائه وأعدائهم ، بإكرام الأنبياء و أتباعهم و نجاتهم ، و بإهانة أعدائهم و عقوباتهم ، و كذلك فتحه يوم القيامة و حكمه بين الخلائق حين يوفى كل عامل ما عمله. وأما فتحه القدري فهو ما يقدره على عباده من خير وشر ونفع وضر وعطاء ومنع قال تعالى (مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم( فاطر2) فالرب هو الفتاح العليم ، الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده و كرمه، ويفتح على أعدائه ضد ذلك، وذلك بفضله و عدله. (الحق المبين)
كم نحن بحاجة لتعبد الله عزوجل باسمه الفتاح كم تحتاج قلوبنا لأن تتشرب معرفة الفتاح جل في علاه في حياتنا سلسلة كبيرة من الأحداث والمواقف سواء كبيرة كانت أو صغيرة فلابد لنا أن نعبد اسم الله الفتاح فيها ثق أن مشكلتك الكبيرة و مشكلتك الصغيرة لن تفرج إلا بفتح الله الفتاح أرأيت الأبواب المغلقة في حياتك ؟ الله الفتاح قادر على فتحها أرأيت قلبك المغلق عن طاعة ما ؟ تيقن أن الله الفتاح قادر على فتحه
فتح القلوب: -الفتاح هو الذي يفتح قلبك لطاعته و لذكره حينما ترى انشراح قلبك لطاعة معينه تأكد أن هذا فتح الفتاح لك في هذه الطاعة
الفتاح هو الذي يفتح قلبك للحق ولما يحب الله ويرضاه قد تكون باحثاً عن الحق فيفتح الله لك و يبصرك به
الله الفتاح هو الذي يفتح قلبك لسماع آية أو تدبرها أو سماع نصيحة فقد تسمع آية و تقع في قلبك و كأنها تخاطبك وتداوي جرحك الأليم
-الذي يفتح قلبك لبعض الناس ولا يفتحه لآخرين فلا تعجب إن رأيت قلبك قد أحب فلان ولم يحب فلان لأن الفتاح هو الذي فتح قلبك له
ولا تحزن إذا لم يحبك فلان كما تريد قد يكون الله الفتاح لم يفتح قلبه لك وهنا تكمن الكثير من المشاكل و الآلام قد تحزن الزوجة لأن قلب زوجها قدر أغلق عنها و تحزن الفتاة لأن قلب صاحبتها أغلق عنها والحل هو دعاء الفتاح أن يفتح لك القلب المغلق
الفتاح هو الذي يفتح لك القلوب ويقذف فيها محبتك وودك دون جهد منك قد تتعجب من محبة البعض لك وأنت لم تبذل جهداً ليحبوك لكن الفتاح فتح قلوبهم لك و قد يتعجب البعض لم فلان يحبه البعض هذه المحبة الكبيرة؟ و الجواب لأن الله الفتاح هو الذي فتح هذه القلوب لمحبة لفلان
الفتاح هو الذي يفتح القلوب لكلمة قد تلقيها ولا تأبه لها لكنها قد تغير حياة إنسان.
2-فتح الرزق الفتاح هو الذي يفتح لك باب الرزق الذي كنت تظن أنه أغلق قد يغلق عنك باباً من أبواب الرزق الذي تنتظره بشدة ( دراسة / وظيفة/ زواج/ ذرية / مال / سداد دين/ منزل.. الخ) من يفتحه لك ؟ الله الفتاح يفتح لك هذا الباب و يرزقك من حيث من لم تحتسب فكم من عبد أغلق عنه باب من أحد هذه الأبواب ثم جاءه الفتح و الفرج.
3- فتح العلم العلم هو فتح من الله عزوجل يختص به الله لعباده الذي يحبهم و طلب العلم فيه جهاد وصبر ولايبلغ العبد العلم حتى يجاهد و يكرس وقته في العلم يقول السعدي في فتح الله لعباده ( أنه يفتح لأربابه محبته و الإقبال عليه علوما ربانية و أحوالاً روحانية وأنواراً ساطعة و فهوماً و أذواقاً صادقة..) فالعلماء لم يبلغوا من العلم مبلغه إلا بفتح الله الفتاح لهم فإن كنت طالبا للعلم أو محبا للعلم فاطلب الفتح في العلم من الله الفتاح وسترى فتحه لك
4- الفتح في العمل و العمل الذي أقصده نوعان العمل بالعلم والعمل المهني أما العمل بالعلم فنرى الكثير ممن يدخرون العلم لكنهم لا يعملون به و الله هو الفتاح الذي يفتح لك بالعمل بما علمت فكيف يكون علمك مبارك وأنت لم تعمل به؟ فحري بمن لديه ولو علم بسيط أن يطلب الله باسمه الفتاح أن يفتح له بالعمل بالعالم
أما العمل المهني: حين تكون طبيباً فالله الفتاح يفتح لك في العلاج وتشخيص الأمراض حين تكون مهندساً فالفتاح يفتح لك ما استغلق من الامور الهندسية الدقيقة حين تكون معلماً أو داعية فالفتاح يفتح لك في توصيل المعلومة ويفتح لك القلوب لتقبل كلامك إذا كنت موظفاً فالفتاح هو الذي يفتح لك في القيام بالمعاملات إذا كنت سائقاً فالفتاح يفتح لك في الطريق حتى الخادم الفتاح يفتح له في العمل و إن كنت طالباً فالفتاح هو الذي يفتح لك في الدراسة و طلب العلم كل مهنة وإن صعبت أو دق العمل فيها فالفتاح يفتح على صاحبها بها
5-الفتح في الخلاف الله عزوجل جعل الاختلاف سنة من سنن الكون فنحن كبشر يختلف كل منا عن الآخر لذلك قد تدب خلافات بين الأهل أو الأصدقاء أو بين الناس بسبب الاختلاف ولنا في الأنبياء أسوة حسنة فحينما كانوا يختلفون مع أقوامهم كانوا يتوجهون لله الفتاح أن يفتح بينهم و بين أقوامهم وكما قال نوح( قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني و بينهم فتحاً ونجني ومن معي من المؤمنين) الشعراء 117-118 فحينما تختلف مع أحد ما سواء كان شخصاً قريباً أو بعيداً
أسأل الله الفتاح أن يفتح بينك وبينه وأن يبصركم بمن الظالم و المظلوم لكي تهدأ النفوس وتعود المياه لمجاريها
———-
هناك أمر مهم أود التنبيه عليه: حينما نبتلى بأمر مغلق فإننا نحزن و نتألم و قد يعترينا اليأس والله الفتاح ما أغلق علينا بعض الأمور إلا رحمة بنا ليرى مدى صبرنا و مدى لجوءنا إليه
والأمور المغلقة إما: 1- حكمة من الله عزوجل و الخيرة فيها و نحن لا نعلم. 2- أو اختبار للرجوع للفتاح و الإلحاح عليه.
كيف نتعايش مع اسم الله الفتاح؟ ١- الدعاء بإلحاح لله الفتاح أن يفتح لك ماتريد فمن عرف أن الله فتاح فحري به أن يلجأ إليه بقوة . ٢-عدم اليأس والثقة بالفتاح، ثقتك بالله الفتاح تقطع اليأس من قلبك . ٣-مساعدة الاخرين وفتح الأبواب المغلقة التي تستطيع أن تفتحها لهم.
لنسأل أنفسنا؛ ما الأمر الذي أغلق عنا؟ وما الشيء الذي استصعب علينا؟
حان الآن وقت الدعاء به بإلحاح حتى يفتح الله لنا ما أغلق عنا
أسأل الله الفتاح أن يفتح لنا فتوحات عظيمة من عنده.<
منقول للأخت فجر الكوس
