الاثنين، 11 يناير 2016

الحمل خارج الرحم

يحدث الحمل خارج الرحم عندما تنغرس البويضة في مراحل نموها الأولى خارج تجويف الرحم، وتكون في الغالب غير قادرة على استكمال رحلتها. حيث تنقسم البويضة الملقحة بصورة متلاحقة، أولا لتكون التوتية، ثم لتكون كيس الأرومة. ويصل كيس الأرومة بعد حوالى 6 إلى 7 أيام إلى تجويف الرحم ، حيث ينغرس داخل بطانة الرحم.

لكن يمكن أن تتأخر هذه الرحلة المبكرة للتوتية. ففي بعض الأحيان لا يكون ثمة سبب واضح لهذا التأخير، ولكن قد يكون السبب وجود انسداد أو التصاقات في الجزء الرفيع من قناة فالوب. كما يمكن أن يكون السبب وجود عدوى قديمة لم تكن واضحة للمريضة. وعند حدوث هذا التغيير تفشل التوتية في الوصول إلى تجويف الرحم، ولكن على الرغم من ذلك تستمر في نموها وتنغرس في غير مكانها الطبيعي خارج الرحم، ويكون ذلك غالبا داخل جدار قناة فالوب، فيصبح حملا خارج الرحم، ولا تتمكن من البقاء حية، ذلك أن موقع الغرس يكون ضعيفا جدا، ولا يمكنه دعم الحمل.

انواع الحمل خارج الرحم
الحمل البطني: يحدث الغرس في التجويف الفارغ من البطن.

الحمل البوقي البرزخي: يحدث الغرس في جزء من قناة فالوب داخل جدار الرحم.

الحمل البوقي الخلالي: أو ما يعرف بالقرني حيث يحدث الغرس في المنطقة التي تربط بين قناة فالوب والجزء الخاص بالرحم.

الحمل البوقي الأمبولي: يحدث الغرس داخل قناة فالوب.

الحمل البوقي الخملي: يحدث الغرس في مكان التقاء قناة فالوب بالمبيض.

حمل المبيض: يحدث الغرس في المبيض نفسه.

حمل عنق الرحم: يحدث الغرس بالقرب من عنق الرحم.

كما يحتمل أن يحدث انفجار في الحمل خارج الرحم، ويكون مصحوبا في بعض الأحيان بنزيف داخلي. ويكون من النادر غرس الحمل في الحوض، ويستمر كحمل بطني، ويندر كذلك أن يصل هذا الحمل إلى حجم ونضج يسمح بتدخل جراحي.

أعراض الحمل خارج الرحم

يمكن أن تكون اعراض الحمل خارج الرحم مشابهة لأعراض الإجهاض في النزف والألم في الجزء السفلي من البطن. إذا تمزقت قناة فالوب، فسيؤدي هذا إلى ألم حاد. وإذا وجد نزيف غزير، ستصير المريضة شاحبة اللون، وقد تصاب بالإغماء، وتنهار بالكامل. ومع الفحص المبكر للحمل عن طريق الموجات فوق الصوتية، يمكن تشخيص الكثير من حالات الحمل خارج الرحم قبل تطور الأعراض الإكلينيكية الخطيرة. ويمكن أن تظهر الموجات فوق الصوتية عدم وجود حمل داخل الرحم. وليس من السهل دائما تشخيص الحمل خارج الرحم، ولا بد أن يكون الطبيب متأكدا من عدم وجود حمل داخل الرحم.

أحيانا لا بد من فحص مستويات هرمون موجه الغدد التناسلية المشيمائية لعدد من الأيام لرؤية ما إذا كان مستوى الهرمون يزيد بشكل طبيعي أم لا ( تزيد مستويات الهرمون بشكل طبيعي كل 48 ساعة في الحمل الحي ).

علامات الحمل خارج الرحم

كما سبق ذكره فمن سهل أن تتشابه العلامات والأعراض مع الحمل العادي أو حالات الإجهاض في الأسابيع الأولى، إلا أنه قد يكون من الممكن تمييز بعض الأعراض خلال ثلاث إلى ستة اسابيع الأولى للحمل فالألم أسفل البطن والنزيف من اعراض الحمل خارج الرحم لكن هذا لا يحدث فقط في هاته الحالة فالشعور بآلام البطن أو حدوث نزيف ينبغي عليك زيارة الطبيب أو مصلحة الاستعجالات في أقرب وقت للخضوع للاستشارة الطبية.

كما أن الطبيب هو الوحيد القادر على تشخيص وجود الحمل خارج الرحم، فبعد الفحص المهبلي واختبار الحمل وتحاليل الدم يتم التأكد من ذلك عن طريق الموجات فوق الصوتية التي تظهر رحم خاوي وفارغ مع وجود شيء غريب في قناة فالوب، بالإضافة لذلك فإن عدم تطور البويضة يؤدي إلى توقف زيادة هرمون hcg أو حتى تناقصه في إشارة إلى أن الحمل غير طبيعي.

أحيانا يكون الأمر صعب ولا يتم التعرف على الحالة عندما تكون المرأة على غير علم بأنها حامل، فتطور الوضع وتدهوره قد يشكل خطرا على صحتها، لذلك فالحمل خارج الرحم يعد من الاستعجالات الطبية والحالات الطارئة التي تتوجب تدخل الطبي في أقرب وقت.

اسباب الحمل خارج الرحم

لا يمكن تحديد الأسباب الحقيقة للحمل خارج الرحم بالضبط، لكن هناك العديد من العوامل التي قد تسبب في ذلك:

شذوذ البوقي وتشوه قناة فالوب سواء كان خلقي أو نتيجة لمرض ما أو جراحة.
الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
العدوى الميكروبية.
التدخين يزيد من احتمال الإجهاض والحمل خارج الرحم.
ارتداء اللولب.
الإجهاض المتعمد الطوعي المتكرر.

ما هي مخاطر الحمل خارج الرحم؟

قد يتسبب هذا الحمل الشاذ في العديد من المخاطر التي تهدد صحة وحياة الحامل بحيث أن نمو البويضة وانغراسها في غير مكانها الطبيعي يؤدي إلى انفجار وتمزق قناة فالوب مما يؤدي إلى نزيف خطير وكارثي مع العلم أن الآلام لا تحدث دائما، قد يرافق النزيف ألم خفيف فقط ودون أن تشعر الحامل بذلك النزيف الذي يهدد حياتها.

لذلك فعند انقطاع الدورة الشهرية والشعور بألم في المنطقة السفلى للبطن يجب عليك التفكير في احتمال وجود حمل خارج الرحم وهو ما يتطلب زيارة الطبيب أو مصلحة الاستعجالات الطبية للكشف والتأكد من ذلك.

علاج الحمل خارج الرحم

يكون علاج الحمل خارج الرحم بإزالة جزء من أو قناة فالوب بالكامل بالتدخل الجراحي. يتم إجراء هذه العملية الجراحية التي يطلق عليها «جراحة ثقب المفتاح »، حيث يتم عمل فتحة بالجلد طولها من 2 إلى 3 سنتيمترات، وذلك باستخدام أدوات المنظار (عملية جراحية بالمنظار).

أحيانا لا يكون التدخل الجراحي ضروريا في حالات الحمل خارج الرحم الصغيرة التي يكتفى فيها الطبيب بحقن عقار ” ميثوتريكسات” الذي يمكن أن يكون فعالا بالإضافة إلى أنه يسبب موتا خلويا في نسيج الحمل خارج الرحم. وبعد الحقن، لا بد من مراقبة مستويات هرمون موجه الغدد التناسلية المشيمائية للتأكد من سقوط نسب الهرمون وبالتالي سقوط الحمل. و في الحالات العادية تكون ولادة المراة ولادة طبيعية و هناك في حالات حرجة تكون الولادة القيصرية.

ما بعد الحمل خارج الرحم

يبقى احتمال تكرار حدوث حمل خارج الرحم وارد بعد الحمل الأول إلا ان هذا لا يؤدي إلى العقم، بل ان الكثير من الأمهات تحتفل بمولود جديد لها في ثاني تجربة لها بعد حمل أول خارج الرحم، ولا يوجد احتياطات خاصة لتفادي حدوث ذلك في المرة القادمة إلا أنه ينبغي متابعة كل حامل سبق لها أن كانت عرضة لذلك من قبل، كما يجب انتظار بضعة أشهر بعد الحمل الأول وطلب استشارة الطبيب أو الجراح الخاص بك.

كذلك يجب على الحامل التي تم علاجها عن طريق حقن ” ميثوتريكسات” عدم تناول بعض الأدوية كالأسبرين ومضادات الإلتهاب الغير الاسترويدية والتوقف عن شرب الكحول والعلاقات الجنسية وعدم التعرض لأشعة الشمس، وينصحها الأطباء بشرب كميات أكبر من الماء مع المتابعة الطبية المستمرة .



الحمل خارج الرحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق