الاثنين، 12 أكتوبر 2015

أضواء على الهجرة النبوية




ومن أهم الدروس التي تعلمناهاخلال رحلة الهجرة المباركة
من رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
والتي تعد من أهم أسرار النجاح في الحياة العملية
التخطيط المسبق للعمل
والإعداد السليم له .. قبل الشروع في تنفيذه ..!
ولذا كتب الله تعالى النجاح للهجرة بتوفيق منه تعالى .
وبتخطيط ذكي من الرسول الكريم ..!


ولكن أعزتي ماالمقصود بالتخطيط ؟؟
أقول لكن : التخطيط هو :
عدة قرارات تتخذ للوصول إلى غاية وهدف معينين
وبعدة طرق أو وسائل
وفي زمن معين ..

فتعالين معنا ..
لنقطف من دروس الهجرة نبذاً مختصرة عن الإعداد الناجح
وكيف أنه يفضي بنا إلى الهدف..!
فالبداية هي الغاية ، ثم يأتي التخطيط والعمل عليه
كوسيلةً للوصول إلى تلك الغاية.
والبداية هنا والهدف العظيم الذي أريدَ تحقيقه هو:

إعلاء كلمة الله ...

ومن ثمّ تمهيد الأرض الجديدة ..- أرض يثرب - لحمل الرسالة ،
وتهيئة نفوس أهلها لاستقبال الدعوة
وقد زالت عن عيونهم الغشاوة ، وعن قلوبهم الرين ..


ومن أجل ذلك كان هناك تخطيط مسبق قبل الهجرة بمرحلة :

~وذلك حين بعث عليه الصلاة والسلام"مصعب بن عمير" لنشر الدعوة على أرض يثرب ،
وإنارة القلوب ، وتهيئتها لمراحل أخرى في الدعوة الى الله ..!


~ ومن ثم وضع الرسول الكريم نصب أعين المسلمين في مكة أن التضحية والبذل
في سبيل الحفاظ على مكسب الإسلام ضرورة واختبار لجوهر الإيمان في النفوس
؛ وتمثل ذلك في هجرة المسلمين من مكة تاركين ومخلفين وراءهم كل متاع الدنيا من مال ودار ووطن ..
إلا من زاد التقوى الذي حملوه في قلوبهم ، وهوّن عليهم كل مافقدوه..!


~وخطط الرسول الكريم لتوفير وسيلة النقل لطريق الهجرة ، وقد تمثل ذلك براحلتين
اشتراهما أبو بكر رضي الله عنه من ماله قبل الهجرة بزمن .


~ وأمّن عليه الصلاة والسلام من يأتي بأخبار مكة له وصاحبه مدة مكوثهما في الغار ،
وقد أوكل تلك المهمة لعبد الله بن أبي بكر .
كذلك أنيطت بأسماء بنت أبي بكر .. مهمة توفير الطعام والشراب .


~ ولم يقف التخطيط عند هذا الحد بل تجاوزه
،فهناك الراعي " عامر بن فهيرة".. وقد أعدالرسول له خطة تغطية آثار السير ..


~ ومن ثم الدليل الخبير بمعالم طرق مكة ومسالكها عبد الله بن أريقط الذي غير اتجاه خط السير المألوف
بناء على خطة من الرسول الكريم ، فكان أن جعل طريقه باتجاه الجنوب ، ثم انعطف
غرباً تاركاً قريش التي تتربص به تضرب أخماساً بأسداس وهي تسد الاتجاه الشمالي إلى المدينة حيث ألف الناس ذلك الطريق ..!

هكذا خطط رسولنا الكريم لهذه الرحلة العظيمة !
وهكذا علمنا .. أن لكل عمل ناجح .. تخطيط ناجح ..
وأن ذلك كله يتم بالتوكل على الله
واستمداد العون منه تعالى ..!

الختام ~

عند مشارف يثرب ...
كانت العيون تترقب بلهفة وشوق بشارة قدوم الرسول ،
وكانت القلوب ظامئة إلى طلعته
وهي تتراوح بين الوجل والأمل
ويتناوبها الخوف والرجاء ..
وما لبث أن لاح لها في الأفق البعيد طيفين .. على راحلتين
يقتربان شيئاً فشيئاً..
فإذا بهما محمد الأمين .. وصاحبه الوفي
وقد علاهما أثر السفر
وعلى سيماهما ثقة النصر بالله
والفرحة بلقاء الجموع المؤمنة ..
وكان اللقاء الخالد الذي اهتز له التاريخ
وسجل في كل ثانية فيه مساراً جديداً
كان البداية للإنسان المؤمن الذي ولد في رحم الإسلام
واختط نهجاً فريداً ،،. شع نوره في جنبات الكون ..
وعدل مسيرة البشرية التي انحرفت عن مسارات الرسالات السماوية السابقة


أضواء على الهجرة النبوية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق