قصة سيدنا موسى عليه السلام من أطول قصص القرآن الكريم، وسنلخصها تلخيصاً سريعاً مركزين على غرضين أساسين من صلب كتابنا:
أولهما أن نرى كيف أعدَّ الله نبيه موسى عليه السلام لرسالته في بني إسرائيل إعداداً خاصاً ليناسب قومه وكيف كانت كل لمحة في قصته لحكمة تظهر لاحقا وهنا لطيفة: فبون بعيد بين أمتين أمة بني إسرائيل أرسل الله لها الأنبياء يعقوب فموسى ثم أتبعه بأنبياء وأنبياء وهم لا يزيدون إلا غياً وبعداً، وأمة الحبيب المصطفى أرسل الله لها نبياً واحداً فكفى ووفى من لدن بعثته إلى قيام الساعة والله أعلم بمن أصطفى، فاعتبروا يا أولى العقول والنهى
وثانياً لنعرف كيف كانت طباع بني إسرائيل وأخلاقهم مع نبيهم منذ بداياتهم فمثلهم لا تتحسن أخلاقهم بعد أن يدور الزمان بل هي تسوء أكثر فأكثر حتى يأتي وعد الله فيجزيهم الله بما كسبت أيديهم وما ظلمهم الله ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون
ونلتقط خيط قصة موسى عليه السلام من وقت أن طرد المصريون الهكسوس وبدأ المصريون يذيقون بني إسرائيل الهوان والعذاب لما ذكرنا آنفاً، ومع ذلك استمر بل كثر شغلهم بالفتن وحبِّ المال والمؤامرات وعاشوا في مجتمع خاص بهم ويكاد يكون مغلقاً عليهم ، وكان أمر حكام مصر قد استقرَّ على استعبادهم وإذلالهم للإسرائيليين واستخدامهم للخدمة والصناعات والأعمال الدنية، واستمر الطرفان على ذلك هذا من الناحية الاجتماعية.
أما من الناحية الدينية فكانت بنو إسرائيل ما تزال تعبد الله وتتوارث دين أبائهم من التوحيد، بينما كل من تأثر من المصريين بيوسف الحاكم المدبر المنقذ لمن كانوا في ملكه وآمنوا معه؛ فبموت يوسف ومع الأيام اندثر من آمن من المصريين برسالته وصاروا المصريون جميعاً يعبدون الآلهة ويطيعون الفراعنة ويبجلون الكهنة والسحرة على دين فرعون إلا أفراداً قلائل الله يعلمهم
وكان أن استشرت نبؤة رؤيا رآها فرعون أن هلاكه على يد رجل من بني إسرائيل فأمر فرعون فقتلوا المواليد الصبيان لبنى إسرائيل، فلما كثر قتل المواليد الذكور خشي كهنة فرعون وعظماء حاشيته ألا يكون هناك لاحقاً من يخدم أو يصنع من بني إسرائيل، فغيَّر فرعون أمره فجعل القتل سنة بعد سنة فولد هارون في سنة السماح فأمن وولد موسى في سنة القتل التي تليها
أما عن نسب موسى، فاتفق على أن لاوى بن يعقوب وهو سبط أنجب قاهث، فأنجب بدوره يصهر وعمران، ويصهر هو أبو قارون، وعمران هو أبو موسى عليه السلام وأخيه هارون، ولذا فإن قارون كان ابن عم موسى عليه السلام
وقد حكي القرآن الكريم في كثير من آياته نماذج من العذاب الذي أنزله فرعون مصر وجنده ببنى إسرائيل من ذلك قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى? لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِوَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ? وَفِي ذَ?لِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ?6? ابراهيم
وقوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ? إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ?4? القصص
وقوله تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ? وَفِي ذَ?لِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} ?49? البقرة
بنو إسرائيل ووعد الآخرة
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا
أولهما أن نرى كيف أعدَّ الله نبيه موسى عليه السلام لرسالته في بني إسرائيل إعداداً خاصاً ليناسب قومه وكيف كانت كل لمحة في قصته لحكمة تظهر لاحقا وهنا لطيفة: فبون بعيد بين أمتين أمة بني إسرائيل أرسل الله لها الأنبياء يعقوب فموسى ثم أتبعه بأنبياء وأنبياء وهم لا يزيدون إلا غياً وبعداً، وأمة الحبيب المصطفى أرسل الله لها نبياً واحداً فكفى ووفى من لدن بعثته إلى قيام الساعة والله أعلم بمن أصطفى، فاعتبروا يا أولى العقول والنهى
وثانياً لنعرف كيف كانت طباع بني إسرائيل وأخلاقهم مع نبيهم منذ بداياتهم فمثلهم لا تتحسن أخلاقهم بعد أن يدور الزمان بل هي تسوء أكثر فأكثر حتى يأتي وعد الله فيجزيهم الله بما كسبت أيديهم وما ظلمهم الله ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون
ونلتقط خيط قصة موسى عليه السلام من وقت أن طرد المصريون الهكسوس وبدأ المصريون يذيقون بني إسرائيل الهوان والعذاب لما ذكرنا آنفاً، ومع ذلك استمر بل كثر شغلهم بالفتن وحبِّ المال والمؤامرات وعاشوا في مجتمع خاص بهم ويكاد يكون مغلقاً عليهم ، وكان أمر حكام مصر قد استقرَّ على استعبادهم وإذلالهم للإسرائيليين واستخدامهم للخدمة والصناعات والأعمال الدنية، واستمر الطرفان على ذلك هذا من الناحية الاجتماعية.
أما من الناحية الدينية فكانت بنو إسرائيل ما تزال تعبد الله وتتوارث دين أبائهم من التوحيد، بينما كل من تأثر من المصريين بيوسف الحاكم المدبر المنقذ لمن كانوا في ملكه وآمنوا معه؛ فبموت يوسف ومع الأيام اندثر من آمن من المصريين برسالته وصاروا المصريون جميعاً يعبدون الآلهة ويطيعون الفراعنة ويبجلون الكهنة والسحرة على دين فرعون إلا أفراداً قلائل الله يعلمهم
وكان أن استشرت نبؤة رؤيا رآها فرعون أن هلاكه على يد رجل من بني إسرائيل فأمر فرعون فقتلوا المواليد الصبيان لبنى إسرائيل، فلما كثر قتل المواليد الذكور خشي كهنة فرعون وعظماء حاشيته ألا يكون هناك لاحقاً من يخدم أو يصنع من بني إسرائيل، فغيَّر فرعون أمره فجعل القتل سنة بعد سنة فولد هارون في سنة السماح فأمن وولد موسى في سنة القتل التي تليها
أما عن نسب موسى، فاتفق على أن لاوى بن يعقوب وهو سبط أنجب قاهث، فأنجب بدوره يصهر وعمران، ويصهر هو أبو قارون، وعمران هو أبو موسى عليه السلام وأخيه هارون، ولذا فإن قارون كان ابن عم موسى عليه السلام
وقد حكي القرآن الكريم في كثير من آياته نماذج من العذاب الذي أنزله فرعون مصر وجنده ببنى إسرائيل من ذلك قوله تعالى {وَإِذْ قَالَ مُوسَى? لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِوَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ? وَفِي ذَ?لِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ?6? ابراهيم
وقوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ? إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ?4? القصص
وقوله تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ? وَفِي ذَ?لِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} ?49? البقرة
بنو إسرائيل ووعد الآخرة
منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق