الأحد، 10 أبريل 2016

قوة الإيمان ... في مواجهة الأمراض

..
..^ ..
يقول تعالى :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).
إن الحياة مفاتيحها بيد الله يديرها كيف يشاء ..
ونحن فيها نعيش في نواميس الكون التي اختطها الله تعالى ..
لانملك الخروج منها ..
وعلينا أن ننظر إلى كل ماهو مقدر فيها نظرة مؤمنة ..
أن وراء كل شيء هدف وغاية .. وإن خفي علينا ..
ومن هذه الأمور الغامضة .. الأمراض التي لايسلم منها أحد ....
::
قد نقف من المرض موقف الحائر ونتساءل :
لماذا كانت الأمراض جزءاً من الحياة ..؟
لماذا كان التعب والأوجاع والمعاناة متصل بوجودنا فيها ..؟
وما هي الغاية من الأمراض التي تصيبنا ..؟
هذه الأسئلة غالباً ماتراود الإنسان ؛ خاصة عندما يقع فريسة المرض
::
لننظر إلى الحكمة الإلهية في خلق الابتلاءات كافة ..
قال سبحانه :
( ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف ، والجوع ، ونقص من الأموال ،
والأنفس والثمرات ، وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون ).
إذن الحكمة الإلهية هي الامتحان .. هي الاختبار الذي لكل إنسان موضع فيه ..
أفراداًوجماعات ... فقراء وأغنياء .. ذكوراً وإناثاً.. لايسلم منه أحد ..
الامتحان ببعض الخوف .. والجوع .. ونقص الأموال ..
والأنفس إما بالفقد أو المرض الذي يؤدي إلى نقص القوة الجسمية ..
وضعف القوة البدنية .. أو نقص الثمرات ..
::
وهذه التجربة الحتمية من مرض وغيره .. فيها البشرى عند الله .. للصابرين
هؤلاء الذين إذا أصابهم الابتلاء اتجهوا بقلوبهم إلى الله..
فهم يدركون أن الله سائل كل إنسان عما عمل في الحياة ..
وأن عليهم الرضا والتسليم .. وتفويض الأمور لله تعالى ..
وأنهم بالتالي عائدون إليه ليثيب من أحسن .. ويعاقب من أساء ..
::
هؤلاء المؤمنين الذين فقهوا أسرار الحياة ..
وزادتهم البلايا قرباً من ربهم .. والتجاءاً إليه ..
عليهم من ربهم صلوات .. ورفعة منزلة وزيادة درجات ..
وعلى قدر الصبر والتسليم والرضا يكون الجزاء ..
يخرجهم الله من الظلمات إلى النور .. من ظلمات المعاصي .. إلى نور الطاعة ..
تلك هي صلوات الله على عباده الناجحين في الابتلاء
وهم يزيدون قرباً من الله كلما ازدادوا صبراً وتقبلاً لما أصابهم ..
وهم الكاملون في الاهتداء .. أدركوا أن السر في الخلق تحقيق العبودية لله تعالى ..
::
عن قتادة بن النعمان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا أحب الله عبداً، حماه دنياه ، كما يظل أحدكم ، يحمي سقيمه الماء) الترمذي.
أي يمنع مريضه من تناول الماء .. إذا كان في شربه ضررله ..
فالله تعالى يحمي عباده الذين يحبهم من الركون إلى الدنيا والاغترار بها ..
يبتليهم ..بها ويمنع عنهم أشياء ويحرمهم من أخرى ..
لتصح قلوبهم وتتجه دائماً إلى الله .
::
وفي المرض الذي يصيبنا .. تنبيه لنا لنقدر قيمة العافية ..
وتذكير لنا بنعم الله تعالى علينا ..ولذا وجب الشكر في الصحة...
والصبر في المرض ..
::
ولنطلع الآن على نظرة الإسلام للمريض وماذا قيل بشأنه ..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
( لاتكرهوا مرضاكم على الطعام فإن الله يطعمهم ويسقيهم ).
المريض في العادة يعاف الطعام فلا يجب الضغط عليه ليأكل ..
فإن الله يعطيه القوة التي يحتمل بها الحياة بلا طعام أو شراب مما يكره عليه..
وقد ثبت علمياً أن المريض يستهلك المخزون في كبده أولاً..
ثم يستهلك الدهون التي في جسمه..
ثم يصل إلى مرحلة خطيرة وهي السحب من لحمه .. حيث يذوي ..
وعلى هذا فإن الله قد جعل أجهزة جسم المريض تستهلك من داخله ..
بدلاً من تناول طعام خارجي ..
وذلك لأن أجهزته أضعف من أن تؤدي وظيفة الهضم ..

::
لاتتداووا بالمحرمات ~
يوجه الإسلام المرضى عامة .. أياً ماكانت أمراضهم ..
إلى الامتناع في التداوي بما حرمه الله تعالى ..
" عن سماك إنه سمع علقمة بن وائل عن أبيه...
أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم..
وسأله سويد بن طارق عن الخمر في التداوي .. فنهاه عنه ..
قال : إنا نتداوى بها
قال الرسول الكريم : "إنها ليست بدواء ولكنها داء ..!
نعم هي مرض مهلك إذا أدمنها المريض بحجة التداوي .. لم يستطع الفكاك منها ..
وفي هذا الحديث توجيه شريف في الابتعاد عن هذا التداوي ..
حتى لايتخلص المريض من مرض .. ليقع في أمراض أخرى
تهدّ قواهم الجسدية والعقلية .. فلنطلب الشفاء فيما أحل الله ..

::
المرض ابتلاء :
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من وعكة كان به فقال :
( أبشر فإن الله يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المذنب لتكون حظه من النار )
إذن الأمراض نار الله في الدنيا تصيب المؤمن الذي من طبيعته أن يذنب أو يخطأ..
فيحتمل ذلك الامتحان بالصبر والرضا .. فيخرج منها نقياً من الذنوب ..
هي ترد القلوب التي ألهتها الدنيا إلى الله ..
تنبه من الغفلة .. وتغسل الأ دران ..
توقد فتيلة الضوء في مصابيح القلوب التي خفتت فيها ..
ترد الإنسان الشارد إلى حظيرة الإيمان ..
::
أنظري إلى هذه الصورة الرائعة التي تبين الحكمة من إصابة الإنسان بالمرض
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( إنما مثل المريض إذا برأ وصحّ ، كالبردة تقع من السماء في صفائها ولونها ).
هو كقطعة الثلج البيضاء النقية ..
في صفائها ... كذلك يخرج المريض صافي القلب ..
قلبه مغمور ببياض النور .. وتمام العافية ..
نقيٌ نقاء البردة إذ تسقط من السماء .. ولم تختلط بشوائب الأرض ..
وذلك حين يمن الله عليه بالشفاء .. ويصح جسمه .. وتعود إليه قوته ..
::
نسأل الله تعالى لكم العافية ..
- حديث الروح -
ولي نبض آخر




قوة الإيمان ... في مواجهة الأمراض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق