الشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة في يوم الحساب وهي ملك لله وحده لما جاء في القرآن :
(*قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ*)
ولها ثلاثة شروط في الإسلام وهي:
رضا الله عن الشافع *:
( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى**)
رضا الله عن المشفوع له *:
(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ*)
إذن الله للشافع أن يشفع (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)
وأقسامها منها ما يخص النبي محمد فقط وهي: الشفاعة الكبرى
والشفاعة العظمى هي في أهل الموقف يوم القيامة، يشفع لهم حتى يقضى بينهم،
وهذا هو المقام المحمود الذي قال فيه سبحانه:
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)
هذا هو المقام المحمود الذي يبعثه الله يوم القيامة،
وهو أنه يشفع في أهل الموقف عليه الصلاة والسلام إلى الله سبحانه ليقضي بينهم
في هذا الموقف العظيم، حتى ينصرف كل إلى ما كتب الله له.
وهناك أيضاً الشفاعة في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة ;
فإنهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته عليه الصلاة والسلام فيشفع إلى ربه فيؤذن لهم بدخول الجنة.
وهناك شفاعات له أخرى صلى الله عليه وسلم ، فهناك فيمن دخل النار من أهل التوحيد
يخرج منها، ومن لم يدخلها أن لا يدخلها من العصاة; فإن العصاة قسمان:
قسم يعفى عنه قبل دخول النار بالشفاعة أو برحمة الله سبحانه وتعالى، وعفوه جل وعلا.
وقسم يدخل النار بمعاصيهم وسيئاتهم ثم بعد ما يمضي عليهم ما شاء الله في النار يخرجون منها بشفاعة الشفعاء،
أو برحمة الله سبحانه المجردة من دون شفاعة أحد
لأنه كتب جل وعلا أنه لا يخلد فيها إلا الكفرة، فالنار لا يخلد فيها إلا الكفار.
أما العصاة إذا دخلوها فإنهم يمكثون فيها ما شاء الله ثم يخرجون
هذا هو الذي عليه أهل الحق; من أهل السنة والجماعة أن العصاة لا يخلدون في النار
ولكن يمكث فيها من دخلها منهم ما شاء الله ثم يخرجهم الله من النار
إلى نهر يقال له نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في (حميل) السيل.
وهؤلاء الذين يخرجون من النار أقسام:
منهم من يخرج بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم،
ومنهم من يخرج بشفاعة غيره من الأنبياء،
ومنهم من يخرج بشفاعة الملائكة، ومنهم من يخرج بشفاعة المؤمنين والأفراط،
ومنهم من يبقى في النار حتى يخرجه الله برحمته، من دون شفاعة أحد،
فإذا شفع الشفعاء وانتهى أمرهم يخرج الله من النار من بقي فيها من بقية أهل التوحيد،
الذين ماتوا على بعض السيئات والمعاصي، فيخرجهم سبحانه من النار فضلاً منه ورحمة سبحانه وتعالى
. والأصل في هذا قوله تعالى:
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )
شفاعة النبي الكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق