الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

من فضائل القرآن الكريم على أمة العرب والإنسانية




القرآن حياة الروح .. به تحيا القلوب ، وتستنير العقول ..
هو كلام الله المعجز المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم..
نحمله بين أيدينا في المصاحف ...
وإنه لشرفٌ .. وأي شرف .. أن نلمس كلمات الله بأيدينا ..
نتلوها .. فتستنير بها أبصارنا وبصائرنا..
تمتلئ بها قلوبنا وتفعمنا إيماناً ويقينا ..
كلما تأملنا في معانيها، وعشنا في ظلالها..
واتخذناها منهجاً لحياتنا .

قال تعالى :
( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ، ماكنت تدري ماالكتاب
ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا،
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) سورة الشورى 52.


من فضائل القرآن ~
_ كان العرب أمّة غارقة في مستنقع الجهالة وظلمات الكفر ..
فأخرجهم القرآن الكريم .. إلى نور الإسلام ،
وأيقظ الفكر الإنساني من الرقود ...وأزاح عنه الجمود والجهالة
وحثهم إلى طلب العلم..
قال تعالى :
( الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات
إلى النور بإذن ربهم ، إلى صراط العزيز الحميد ) سورة إبراهيم 1.


_ دعا القرآن الكريم العقل الإنساني إلى التفكير والنظر
في ملكوت السماوات والأرض ...
وإلى التأمل في حقائق الكون والوجود في النفس وفي الآفاق ..
قال تعالى :
( قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ) سورة يونس 101.


_ حول القرآن الكريم العرب من رعاة للغنم والإبل ..
إلى قادة للأمم ... ففتحوا الممالك ، ودانت لهم الشعوب ...
وعمّ نور الإسلام مشارق الأرض ومغاربها..
وعلت راية التوحيد بـ ( لاإله إلا الله ) في الآفاق ..
فطأطأ الشرك هامته.. وانهد بنيان الكفر .

لقد كان أكثر قادة الفتوحات الأولى .. من الصحابة،
وأقلهم من التابعين، وجميعهم من العرب المسلمين
عدا طارق بن زياد فاتح الأندلس الذي كان من البربر المسلمين.

أخواتي :
من منا لايعرف دور عمرو بن العاص ولم يسمع به ؟
هذا الرجل لم يكن له في التاريخ دورٌ مذكور قبل الإسلام
كقائد جيش ... وإذا به يتقلد مفاتيح المدائن ..
ويرتبط اسمه بفتح العراق وإيران .
تلك روح القرآن تنفخ العزائم في القلوب التي تمسها..
بنور الحق .


القرآن الكريم أخرج العرب من عبادة الأصنام
إلى عبادة الله وحده ~
كان العرب يعيشون حالة من التخلف الديني مستعصية ..
وفي وثنية لامثيل لها ..
يعبدون الأصنام والأوثان ..
ويستقسمون بالأزلام ...
تابعين بذلك نهج آبائهم دون تبصر وتفكير ..
رغم ماامتلأ به تراثهم من الزيغ والانحراف والضلال ..
فعن أبي رجاء العطاوردي قال :

كنا نعبد الحجر ، فإذا وجدنا حجراً أحسن منه .. ألقيناه
وأخذنا الآخر ، فإذا لم نجد حجراً جمعنا جثوة من تراب
ثم جئنا بالشاة فحلبنا عليه ، ثم طفنا به .
[ الجثوة : كومة التراب التي يجمعوها ].

ثم بزغ فجر الإسلام ...!
وجاءت آيات القرآن الكريم ..
لتشق بنورها هامة الكفر .
ولتقضي على تلك العادات القبيحة ،
ولتنتشل العرب من وهدة الشرك والضلال ..
وتحررهم من الخضوع لغير الله وحده..
قال تعالى :
( وإلهكم إله واحد لاإله إلا هو الرحمن الرحيم ).
وبذا حول القران الكريم العرب من عبادة الأصنام والأوثان
إلى عبادة الواحد الديّان .


القرآن الكريم أخرج العرب من التناحر إلى التآلف ~
عاش المجتمع العربي قبل نزول القرآن ...
في حالة لامثيل من الفساد والتمزق..
والانحطاط الجاهلي والتفكير الضيق
كانوا يقارعون الخمر .. ويئدون البنات .. ويأتون المنكر ..
وتفشت بينهم العصبية القبلية التي أشعلت نيران حروب لاهوادة لها
وأحلت بينهم السلب والنهب والغارات ..
فمن منا من لم يسمع بحرب داحس والغبراء ..؟!
وحرب البسوس وبُعاث ..؟!
هكذا كان الحال قبل الإسلام .. بغضاء وحقد وعدوان ...!!

فجاء القرآن الكريم رحمة للعالمين ..
يدعوهم إلى نبذ العادات السيئة ، وترك الخلق المرذول ..
وطرح الغلظة والفرقة والقتال ...
جاء يدعوهم إلى حياة جديدة مشرقة نظيفة ..
ينصهروا فيها ببوتقة الإسلام فيصبحوا بنعمة الله إخوانا متحابين .
قال الله تعالى :
( وألف بين قلوبهم ، لو أنفقت مافي الأرض جميعاً
ماألفت بين قلوبهم ، ولكن الله ألف بينهم ) سورة الأنفال 63.

وهكذا كان .. فقد أصبحوا إخواناً :
نبذوا الفرقة والاختلاف ..
واجتمعوا على كلمة التوحيد ..
واعتصموا بحبل الله .. .
فحققوا أمره في قوله تعالى :
( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم ،
إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) سورة آل عمران 103.


إن القرآن الكريم معجزة حولت مجرى الإنسانية ،
ورفعت قيمة الإنسان ..
وأخرجت البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور ..
ومن الجهل إلى العلم ...
ومن التخلف إلى الحضارة ..
ومن الفوضى إلى النظام ..
ومن الفرقة والعداوة .. إلى التألف والمحبة ..


- حديث الروح -
ولي نبض آخر









من فضائل القرآن الكريم على أمة العرب والإنسانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق