الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

( أنا وكافل اليتيم )








قال تعالى
( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ
وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )

اليتيم هو الشخص الذي فقد أباه أو كليهما قبل أن يبلغ الحلم,
أى قبل البلوغ.
وقد أوصى الإسلام برعاية اليتيم والاهتمام به ..
وكفالة اليتيم من الأعمال الطيبة التي تقدسها الشرائع السماوية
وتقدرها المجتمعات في مختلف الأزمان

وقد أولى الإسلام اليتيم أشد الاهتمام وعظم مكافأة الاحسان له.
كما أن القران الكريم قرن سوء معاملة اليتيم
بتكذيب يوم البعث والجزاء ..

قال تعالى :
( أريت الذي يكذب بالدين * فذالك الذي يدع اليتيم *
ولا يحض على طعام المسكين ) سورة الماعون

أما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد تعهد من يكفل اليتيم
بقرب منهفي جنات النعيم فقال :

(أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا و قال بإصبعيه السبابة و الوسطى)

وقد شاءت حكمته تعالى أن يكون النبي يتيماً..
تطييباً لقلوب اليتامى من بعده، فسيد الخلق، وحبيب الحق
كان يتيماً، وكان عليه الصلاة والسلام يحسن إلى اليتامى،
ويبرهم، ويوصي بكفالتهم، والإحسان إليهم،
ويبيّن الفضائل المترتبة على ذلك.

وتعتبر كفالة الايتام من أهم الأمور التي حث عليها الشرع الحنيف
وهي من أعظم أبواب الخير التي حث عليها قال الله تعالى :
( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ
فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ
وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) . (215)البقرة

وكافل اليتيم هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك ؛
وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه
أو من مال اليتيم بولاية شرعية ؛ وسواء أكان الكافل قريبًا له ،
كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله
وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه ،
أو كان أجنبيًا عنه.

وكفالة الأيتام وانتشالهم من مخمصة الفقر، وحفظهم من الضياع،
واحدة من عناصر قوة المجتمع وحفظ تماسكه،
وهي عنوان المحبّة والرحمة والإيمان الصادق.
هذه السمة الإنسانية علاوة على آثارها الوضعية من
البركة والخير العميم، فإن لها آثاراً معنوية أخروية
كل لحظة من لحظاتها تعدل الدنيا وما فيها.

لذلك حث الشرع الحنيف على كفالة اليتيم ،
وجعلها من الأدوية التي تعالج أمراض النفس البشرية ،
وبها يتضح المجتمع في صورته الأخوية التي ارتضاها له الإسلام.



جملة من فوائد كفالة اليتيم :
تعدّ كفالة اليتيم من الأخلاق الحميدة التي أقرها الإسلام وامتدح أهلها
وأنها تزكي مال المسلم وتطهره وتجعله نعم المال الصاحب للمسلم
وهي بركة عظيمة تحل على الكافل وتزيد في رزقه
و تجعل البيت الذي فيه اليتيم خير البيوت
وفيه استغلال صرف المال والوقت في عبادة من عبادات الله
كماأن الله يخلف على الكافل في الدنيا والآخرة ،
وسعة في الرزق . فورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
( ما من يوما إلا ينادي فيه ملكين يقول الأول
:اللهم أعطى منفقا خلفا ويقول الأخر :
اللهم أعطى ممسكا تلفا ).

ختاماً:

* إن كفالة الأيتام تحفظهم بعد الله من الانحراف

* في كفالة اليتيم كسب للحسنات ومحي للسيئات

* رعاية اليتيم لا تعني تذكيره بأحزانه...
وأعطاءه مبلغ من المال في المناسبات والأعياد
بقدر أحتضانه ورعايته بحنان دون تفريق مع الآخرين..
وهذا أسمى معاني الإنسانيه والنبل فقد يكون هذا اليتيم
في غده مصلحاً اجتماعياً،
وقد يكون عالماً فذاً،
وقد يكون محسناً كبيراً،
فهنيئا لمن تكفل باليتيم ، وتعهده بالرعاية والاهتمام ..
الثواب العظيم الذي ينتظره عند الله .




( أنا وكافل اليتيم )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق