الأربعاء، 2 يوليو 2014

الأئمة وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد بن التجاني المدنيني

الأئمة وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر




لفضيلة الشيخ

محمد بن التجاني المدنيني








بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:



الخطبة الأولى:

الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابِ المنان،الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضلَ إلا من لدنه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، عالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب،وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأحبابه.

أمّا بعد فيا أيّها المؤمنون الكرام: يقول الحقّ تبارك وتعالى:أعوذ بالله من الشيطان [ ] الرّجيم: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ التوبة:71. فما مرادُ الله من تقديم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إقام الصلاة، مع أن الصلاة عمود الإسلام، وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين؟

أيّها المؤمنون الكرام قدم هنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعظم الحاجة إليه وشدة الضرورة إلى القيام به. ولأن بتحقيقه تصلح الأمة، ويكثر فيها الخير وتظهر فيها الفضائل وتختفي منها الرذائل، ويتعاون أفرادها على الخير، ويتناصحون، ويجاهدون في سبيل الله، ويأتون كل خير ويذرون كل شر.

وبإضاعته والغفلة [ ] عنه تكون الكوارث العظيمة، والشرور الكثيرة، وتفترق الأمة، وتقسو القلوب [ ] أو تموت، وتظهر الرذائل وتنتشر، وتختفي الفضائل ويهضم الحق، ويظهر صوت الباطل، وهذا أمر واقع في كل مكان وكل دولة وكل بلد وكل قرية لا يؤمر فيها بالمعروف ولا ينهى فيها عن المنكر. وحتّى يكون كلامنا مرتبطا بالواقع الّذي نعيشه،أوجّه اهتمامكم أيها المؤمنون الكرام إلى بعض الأحداث المتزامنة والمتسارعة في الأيام الماضية داخل مجتمعنا، نسلط عليها الأضواء ،ونتوقف عند آثارها وأخطارها، ونرى مقام الناس من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرـ،

ظهر أحد المنتسبين إلى جمعية القرآنيين عبر وسائل الإعلام يخاطب شبابنا وفتياتنا قائلا: إنّ القرآن الكريم [ ] لم يُحرّم ممارسة البغاء إلا على المرأة [ ] المتزوجة،وإنّ من أرادت "العمل" وممارسة الجنس بمقابل مع من شاءت فلها ذلك و استشهد في ذلك بقوله تعالى:" ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا". وأضاف قائلا:إنّ "المومسات"و "البغايا"في عهد النبي [ ] محمد صلى الله عليه و سلّم كنّا يُمارسن البغاء و لم يُعاقبن. و أنّ المرأة [ ] بإمكانها الخروجُ إلى الشارع كما "ولدتها أمها" و لا يوجد في القرآن آية واحدة تفرض عقابها



لمتابعة المقال أضغط هنا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق