قال الله تعالى :
( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الإنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) .
(الرحمن ) .. كلمة لها وقع خاص ورنين في القلب
تغمر الروح بشعور السلام والراحة .. تقف الآية عند هذه الكلمة ..
فتنطلق أصداء ( الرحمن ) لتعبر الوجود .. فيصغي لها وينصت ..
تتغلغل في أسماع الكون .. وتملأ ذرات فضاءه الرحب .. وتغمر كل قلب ..
آيةٌ .. بكلمة .. تسكن عندها .. فماذا بعد هذا المطلع الجليل ؟!
( علّم القرآن ) هنا يبدأ الخبر العظيم بعد الإيقاع المهيب ..
رحمة الرحمن .. التي تتمثل في النعمة الكبرى ..ألا وهي تعلّم القرآن ..
القرآن ..ترجمة الوجود ومنهج الكون الثابت المستقر على مدى الأزمان ..
القرآن .. النابض بالحياة .. المتجدد في نواميس الكون ..
المعجز الذي لاتنقضي عجائبه ..
القرآن الذي يفتح حواس ومشاعر الإنسان إلى بديع مافي الكون..
القرآن الذي يجدد الشعور بالحياة فتتدفق في القلوب طمأنينة ورضا..
القرآن الذي أعلن أن الإنسان مخلوق مكرم .. عالي القدر ..
شرفه الله بخلافة الأرض .. وأهّله لحمل الأمانة ..
ومن ثمّ .. عليه أن يتعلم القرآن .. رحمة الرحمن الكبرى ..
نعمةً قدٰمها الله تعالى على خلق الإنسان ..
لأن فيها يتحقق معنى الإنسان ..!
فالقرآن رحمة له ..سبقت خلقه .. لتضئ له سبيل حياته
وتفضي به إلى نعيم الخلود ..
تجري الآيات في سورة الرحمن .. عروس القرآن ..
متلألأة بآثار رحمة الله تعالى .. تدل صيغة ( الرحمن ) عليها ..
رحمة متجددة سرمدية تتجلى في كل مافي الكون من متحرك وساكن ..
الرحمة هي الصفة الجامعة لكل صفات الخير ومستقرها القلب ..
وتنعكس آثارها على سلوك المرء وطباعه..
هي انفعال وتعاطف قلبي .. يترجم لعمل إنسانيّ .. تجاه مخلوق ما ...
لكن الرحمة من الله سبحانه تعني ..العطاء والإفاضة لرفع الحاجة..
( هو الرحمن الرحيم )
ذهب بعض المفسرين إلى أن :
(الرحمن) تعني ذو الرحمة الشاملة...
رحمة تعمّ المؤمنين والكافرين وسائر المخلوقات ..
وهي على وزن " فعلان " الذي يدل على الكثرة والمبالغة ..
أما(الرحيم) فهو ذو الرحمة الدائمة ،
وتختص بالمؤمنين وحدهم ..
وهي على وزن "فعيل" وتدل على الثبات والدوام ..
فالرحمن إذن صفة تشمل عامة المخلوقات..
لكنه اسم خاص فلا يطلق على غير الله تعالى،
والرحيم يعبر عن صفة خاصة وهي الرحمة الثابتة بالمؤمنين فقط.
ولكنه اسم عام لأنه يطلق على غير الله تعالى أيضاً،
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة الشاملة بالقول :
( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً )
( فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ) ..
وما أكثر آيات الرحمة المتلألئة في بديع آي القرآن ..!
سبعاً وخمسين مرة ذكر اسم ( الرحمن ) في الآيات المزهرات ..
وذكر ( الرحيم ) مائة وأربعة عشر مرة بعدد سور القرآن ..
( رحيمٌ لا يوصف بالرقة )..
قول بليغ لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه
وفي تفسيره .. أن الرحمة .. منها : شفقة ومنها جود..
وإن رحمة الله ثوابه لخلقه ..
وللرحمة من العباد شيئان :
أحدهما يحدث في القلب الرأفة والرقة تجاه من وقع عليه الضر والبلاء..
والآخر ما يحدث منا بعد الرأفة واللطف عليه.. والمعرفة منا بما نزل به،
وقد يقول القائل: انظر إلى رحمة فلان..
أي الفعل الذي صدر عن الرقة في قلبه ..
وأما المعنى الذي في القلب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه
فهو رحيم لا رحمة رقة ..
ومن لايرحم الناس فقلبه حتماً يخلو من الرحمة ..
وإلا لظهر أثرها في سلوكه وخلقه .. وشفّ في تعامله مع الناس ..
يقول الرسول الكريم ..
وأحاديث الرحمة تجري منه سلسبيلاً متدفقاً سائغاً :
( من لايرحم الناس لايرحمه الله )
من لايرحم العباد .. يغلق الله تعالى باب الرحمة في وجهه ..
ولماذا ؟؟ .. لأن الرحمة المنفذ إلى كل صفات الخير..!
والرسول هادينا إلى سبل الرحمة .. وهو أسوتنا الحسنة..
وهل من قدوة أعظم ممن ( كان خلقه القرآن ) ..؟!
هذا ماقالته عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن خلق الرسول الكريم
هو وحده بين البشر تفرد بأن يحضى بهذا التقدير العظيم .. فما أسماه من خلق..!
كان على خلقٍ كاملٍ قبل النبوة .. ثم صار على خلقٍ آعظم بعد النبوة ..
زاد الله قلبه نوراً بما يتنزل عليه من أنوار الوحي .. مرة بعد مرةٍ ..
بما كان يتلقاه على يد جبريل عليه السلام من دروس القرآن الكريم..
على مدى سنوات التنزيل .. ليكون ذلك تربية له وتنمية لمواهبه وتثبيتاً لقلبه ..
( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً )..
فزاد قلبه به نوراً .. وازداد على الحق ثباتاً .. وازداد في الخلق رفعة ..
ولذا كان هو الرحمة المرسلة المشعة من مكارم أخلاقه ولألاء صفاته ..
قال تعالى :
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
صفة برزت وفاقت في اتساعها وشمولها إلى أعلى درجات الرحمة
بنسبة ماتحتمله الصفات البشرية !
الرحمة تتماوج في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم ..
موجة إثر موجة في بحر متسعٍ لاحدود له .. وتسري على جميع مراتب الناس ..
كان الرسول الكريم يغمر بها كل من حوله .. مع صرف النظر عن نوعية قلوبهم .
صفة الرحمة كانت تسري في خلقه عطاءً لاينضب كما البحر يجود .
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
( ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا )
ليس هذا من المنهج ولا من الطريق الذي يرتضيه نبينا الكريم لأمته ..
هي الرحمة .. تحيط الصغير بالإرشاد والتوجيه .. بالتربية والتعليم ..
باللطف وحسن المعاملة ..بالحنو والاحتواء ..
رحمةً .. تشعر الصغير بكيانه .. وتزرع في قلبه حب الخير..
فينمو ويترعرع معه طبع الرحمة والتراحم ..
ليقدم لمجتمعه من عطاء قلبه ماامتلأ به إناؤه من عوامل الخير التي نمت في خلقه..
وهي الرحمة .. تجري على الكبير .. حتى لاتترك في قلبه حسرة وأسى وأسفاً
على مجتمع أعطاه من جهد شبابه .. فجحده في كبره ..وتنكر له ..
بل هي تحيل أيامه إلى رضى وتضفي على نفسه قيمة وأهمية ..
وتملؤه امتناناً لمجتمع أكرمه ولم ينس جميله ..
هناك يتوجه الكبير بقلبه مبتهلاً إلى ربه داعياً بالبركة والتوفيق..
لكل من حفظه في نفسه ..وفي كيانه ..
( ورحمتي وسعت كل شيء)
أي رحمة تسع وتشمل ... لا نهاية لها ..
وسعت كل شيء من الخلق حتى إن البهيمة لها رحمة وعطف على ولدها
قال بعض المفسرين :
طمع في هذه الآية (كل شيء) حتى إبليس فقال : أنا شيء..
فقال الله تعالى : (( فسأكتبها للذين يتقون ))
فقالت اليهود والنصارى : نحن متقون
فقال الله تعالى : (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ))
فخرجت الآية عن العموم .. واختصت المؤمنين ..
وتفيض علينا أحاديث الرحمة من منبع لاينضب .
.لتوسع أمامنا معاني ماتحمله تلك الصفة..
فها هي جوامع الكلم تتدفق في حديث رسولنا الكريم :
( الراحمون يرحمهم الرحمن )
حديث له وقع يرتاح الفؤاد له ، وينشرح الصدر ..
سلسبيل يتتابع ..كأمواج رحمة ... موجةً إثر موجة ..
وتتسع هنا معاني الرحمة .. لتشمل الإنسان والحيوان والطير ..
ويخبرنا الحديث الشريف .. أنّ أصحاب تلك القلوب التي تدفقت منها هذه الصفة ..
لهم نصيب متجددمن الرحمة الإلهية ..
لايتوقف .. ولا ينضب ..لأنهم انتظموا مع نواميس الله ..
وثبتت حياتهم على هذا النهج..
إن الرحمة الإلهية أنزلها الله إلى الخلق ليتراحموا فيما بينهم ..
فمن انضم إلى لوائها نعم بآثارها .. ومن خرج عنها حرم من آثارها ..
تأثرت بآيات الرحمة في القرآن الكريم .. وقفوت أحاديث الرحمة الشريفة ..
وتعطر قلبي بسيرة الرحمة المهداة للبشرية محمد صلى الله عليه وسلم ..
كما قلب أيمّا مؤمنة ..
لمست في بحار الرحمة .. كنوز القيم ودرر الأخلاق :
الإيثار .. العطاء .. الوفاء .. البذل .. المروءة .. العدل .. التسامح .. العفو...
واتخذت الرحمة لي منهجاً .. وطريقاً موصلاً ..
للقيم الأخلاقية الأخرى التي دعا إليها القرآن.. وتشربت حياتي بها ..
فأيّما طريق أسلكه تكون الرحمة المستقاة معانيها من القرآن
هي دليلي على صوابه ..
القلوب الرحيمة هي هبة من الله .. والواجب علينا تعهدها
وترجمتها إلى واقع يمثل مواقف الرحمة ..
لتزداد عطاءً وتمتدّ جذور الرحمة فيها .. وتصبح جزءاً منّا يمثلنا ..
وذلك بأن نمعن في كل مانستطيع من أعمال الخير ..
ونضع أمام آعيننا الاتجاه به إلى الله تعالى ..
والبعد عن الرياء والمباهاة..
( فيض وعطر - منتدى حواء )
( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الإنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) .
(الرحمن ) .. كلمة لها وقع خاص ورنين في القلب
تغمر الروح بشعور السلام والراحة .. تقف الآية عند هذه الكلمة ..
فتنطلق أصداء ( الرحمن ) لتعبر الوجود .. فيصغي لها وينصت ..
تتغلغل في أسماع الكون .. وتملأ ذرات فضاءه الرحب .. وتغمر كل قلب ..
آيةٌ .. بكلمة .. تسكن عندها .. فماذا بعد هذا المطلع الجليل ؟!
( علّم القرآن ) هنا يبدأ الخبر العظيم بعد الإيقاع المهيب ..
رحمة الرحمن .. التي تتمثل في النعمة الكبرى ..ألا وهي تعلّم القرآن ..
القرآن ..ترجمة الوجود ومنهج الكون الثابت المستقر على مدى الأزمان ..
القرآن .. النابض بالحياة .. المتجدد في نواميس الكون ..
المعجز الذي لاتنقضي عجائبه ..
القرآن الذي يفتح حواس ومشاعر الإنسان إلى بديع مافي الكون..
القرآن الذي يجدد الشعور بالحياة فتتدفق في القلوب طمأنينة ورضا..
القرآن الذي أعلن أن الإنسان مخلوق مكرم .. عالي القدر ..
شرفه الله بخلافة الأرض .. وأهّله لحمل الأمانة ..
ومن ثمّ .. عليه أن يتعلم القرآن .. رحمة الرحمن الكبرى ..
نعمةً قدٰمها الله تعالى على خلق الإنسان ..
لأن فيها يتحقق معنى الإنسان ..!
فالقرآن رحمة له ..سبقت خلقه .. لتضئ له سبيل حياته
وتفضي به إلى نعيم الخلود ..
تجري الآيات في سورة الرحمن .. عروس القرآن ..
متلألأة بآثار رحمة الله تعالى .. تدل صيغة ( الرحمن ) عليها ..
رحمة متجددة سرمدية تتجلى في كل مافي الكون من متحرك وساكن ..
الرحمة هي الصفة الجامعة لكل صفات الخير ومستقرها القلب ..
وتنعكس آثارها على سلوك المرء وطباعه..
هي انفعال وتعاطف قلبي .. يترجم لعمل إنسانيّ .. تجاه مخلوق ما ...
لكن الرحمة من الله سبحانه تعني ..العطاء والإفاضة لرفع الحاجة..
( هو الرحمن الرحيم )
ذهب بعض المفسرين إلى أن :
(الرحمن) تعني ذو الرحمة الشاملة...
رحمة تعمّ المؤمنين والكافرين وسائر المخلوقات ..
وهي على وزن " فعلان " الذي يدل على الكثرة والمبالغة ..
أما(الرحيم) فهو ذو الرحمة الدائمة ،
وتختص بالمؤمنين وحدهم ..
وهي على وزن "فعيل" وتدل على الثبات والدوام ..
فالرحمن إذن صفة تشمل عامة المخلوقات..
لكنه اسم خاص فلا يطلق على غير الله تعالى،
والرحيم يعبر عن صفة خاصة وهي الرحمة الثابتة بالمؤمنين فقط.
ولكنه اسم عام لأنه يطلق على غير الله تعالى أيضاً،
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة الشاملة بالقول :
( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً )
( فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ) ..
وما أكثر آيات الرحمة المتلألئة في بديع آي القرآن ..!
سبعاً وخمسين مرة ذكر اسم ( الرحمن ) في الآيات المزهرات ..
وذكر ( الرحيم ) مائة وأربعة عشر مرة بعدد سور القرآن ..
( رحيمٌ لا يوصف بالرقة )..
قول بليغ لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه
وفي تفسيره .. أن الرحمة .. منها : شفقة ومنها جود..
وإن رحمة الله ثوابه لخلقه ..
وللرحمة من العباد شيئان :
أحدهما يحدث في القلب الرأفة والرقة تجاه من وقع عليه الضر والبلاء..
والآخر ما يحدث منا بعد الرأفة واللطف عليه.. والمعرفة منا بما نزل به،
وقد يقول القائل: انظر إلى رحمة فلان..
أي الفعل الذي صدر عن الرقة في قلبه ..
وأما المعنى الذي في القلب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه
فهو رحيم لا رحمة رقة ..
ومن لايرحم الناس فقلبه حتماً يخلو من الرحمة ..
وإلا لظهر أثرها في سلوكه وخلقه .. وشفّ في تعامله مع الناس ..
يقول الرسول الكريم ..
وأحاديث الرحمة تجري منه سلسبيلاً متدفقاً سائغاً :
( من لايرحم الناس لايرحمه الله )
من لايرحم العباد .. يغلق الله تعالى باب الرحمة في وجهه ..
ولماذا ؟؟ .. لأن الرحمة المنفذ إلى كل صفات الخير..!
والرسول هادينا إلى سبل الرحمة .. وهو أسوتنا الحسنة..
وهل من قدوة أعظم ممن ( كان خلقه القرآن ) ..؟!
هذا ماقالته عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن خلق الرسول الكريم
هو وحده بين البشر تفرد بأن يحضى بهذا التقدير العظيم .. فما أسماه من خلق..!
كان على خلقٍ كاملٍ قبل النبوة .. ثم صار على خلقٍ آعظم بعد النبوة ..
زاد الله قلبه نوراً بما يتنزل عليه من أنوار الوحي .. مرة بعد مرةٍ ..
بما كان يتلقاه على يد جبريل عليه السلام من دروس القرآن الكريم..
على مدى سنوات التنزيل .. ليكون ذلك تربية له وتنمية لمواهبه وتثبيتاً لقلبه ..
( كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً )..
فزاد قلبه به نوراً .. وازداد على الحق ثباتاً .. وازداد في الخلق رفعة ..
ولذا كان هو الرحمة المرسلة المشعة من مكارم أخلاقه ولألاء صفاته ..
قال تعالى :
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
صفة برزت وفاقت في اتساعها وشمولها إلى أعلى درجات الرحمة
بنسبة ماتحتمله الصفات البشرية !
الرحمة تتماوج في شخصية محمد صلى الله عليه وسلم ..
موجة إثر موجة في بحر متسعٍ لاحدود له .. وتسري على جميع مراتب الناس ..
كان الرسول الكريم يغمر بها كل من حوله .. مع صرف النظر عن نوعية قلوبهم .
صفة الرحمة كانت تسري في خلقه عطاءً لاينضب كما البحر يجود .
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
( ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا )
ليس هذا من المنهج ولا من الطريق الذي يرتضيه نبينا الكريم لأمته ..
هي الرحمة .. تحيط الصغير بالإرشاد والتوجيه .. بالتربية والتعليم ..
باللطف وحسن المعاملة ..بالحنو والاحتواء ..
رحمةً .. تشعر الصغير بكيانه .. وتزرع في قلبه حب الخير..
فينمو ويترعرع معه طبع الرحمة والتراحم ..
ليقدم لمجتمعه من عطاء قلبه ماامتلأ به إناؤه من عوامل الخير التي نمت في خلقه..
وهي الرحمة .. تجري على الكبير .. حتى لاتترك في قلبه حسرة وأسى وأسفاً
على مجتمع أعطاه من جهد شبابه .. فجحده في كبره ..وتنكر له ..
بل هي تحيل أيامه إلى رضى وتضفي على نفسه قيمة وأهمية ..
وتملؤه امتناناً لمجتمع أكرمه ولم ينس جميله ..
هناك يتوجه الكبير بقلبه مبتهلاً إلى ربه داعياً بالبركة والتوفيق..
لكل من حفظه في نفسه ..وفي كيانه ..
( ورحمتي وسعت كل شيء)
أي رحمة تسع وتشمل ... لا نهاية لها ..
وسعت كل شيء من الخلق حتى إن البهيمة لها رحمة وعطف على ولدها
قال بعض المفسرين :
طمع في هذه الآية (كل شيء) حتى إبليس فقال : أنا شيء..
فقال الله تعالى : (( فسأكتبها للذين يتقون ))
فقالت اليهود والنصارى : نحن متقون
فقال الله تعالى : (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي ))
فخرجت الآية عن العموم .. واختصت المؤمنين ..
وتفيض علينا أحاديث الرحمة من منبع لاينضب .
.لتوسع أمامنا معاني ماتحمله تلك الصفة..
فها هي جوامع الكلم تتدفق في حديث رسولنا الكريم :
( الراحمون يرحمهم الرحمن )
حديث له وقع يرتاح الفؤاد له ، وينشرح الصدر ..
سلسبيل يتتابع ..كأمواج رحمة ... موجةً إثر موجة ..
وتتسع هنا معاني الرحمة .. لتشمل الإنسان والحيوان والطير ..
ويخبرنا الحديث الشريف .. أنّ أصحاب تلك القلوب التي تدفقت منها هذه الصفة ..
لهم نصيب متجددمن الرحمة الإلهية ..
لايتوقف .. ولا ينضب ..لأنهم انتظموا مع نواميس الله ..
وثبتت حياتهم على هذا النهج..
إن الرحمة الإلهية أنزلها الله إلى الخلق ليتراحموا فيما بينهم ..
فمن انضم إلى لوائها نعم بآثارها .. ومن خرج عنها حرم من آثارها ..
تأثرت بآيات الرحمة في القرآن الكريم .. وقفوت أحاديث الرحمة الشريفة ..
وتعطر قلبي بسيرة الرحمة المهداة للبشرية محمد صلى الله عليه وسلم ..
كما قلب أيمّا مؤمنة ..
لمست في بحار الرحمة .. كنوز القيم ودرر الأخلاق :
الإيثار .. العطاء .. الوفاء .. البذل .. المروءة .. العدل .. التسامح .. العفو...
واتخذت الرحمة لي منهجاً .. وطريقاً موصلاً ..
للقيم الأخلاقية الأخرى التي دعا إليها القرآن.. وتشربت حياتي بها ..
فأيّما طريق أسلكه تكون الرحمة المستقاة معانيها من القرآن
هي دليلي على صوابه ..
القلوب الرحيمة هي هبة من الله .. والواجب علينا تعهدها
وترجمتها إلى واقع يمثل مواقف الرحمة ..
لتزداد عطاءً وتمتدّ جذور الرحمة فيها .. وتصبح جزءاً منّا يمثلنا ..
وذلك بأن نمعن في كل مانستطيع من أعمال الخير ..
ونضع أمام آعيننا الاتجاه به إلى الله تعالى ..
والبعد عن الرياء والمباهاة..
( فيض وعطر - منتدى حواء )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق